عاجل

وفيات طلاب وتحقيق حكومي

العراق يشتعل: درجات الحرارة 49 درجة في الجنوب وتحذيرات من تفاقم أزمة المناخ

طقس العراق
طقس العراق

شهد جنوب العراق تسجيل أعلى درجات حرارة هذا العام، حيث بلغت 49 درجة مئوية في محافظتي البصرة وميسان، وفق ما أعلنت هيئة الأنواء الجوية العراقية. هذا الارتفاع اللافت يأتي قبل أسابيع من حلول فصل الصيف، في وقت تستمر فيه تداعيات التغير المناخي العالمي في التأثير بشكل مباشر على المنطقة.

وفيات طلاب وتحقيق حكومي

وسجّلت درجات الحرارة المرتفعة أيضًا في محافظة ذي قار المجاورة، بينما بلغت في العاصمة بغداد 44 درجة، مع توقعات ببلوغها 46 درجة خلال الأيام المقبلة. ونتيجة لهذه الموجة الحارقة، توفي طالبان من الكلية العسكرية الرابعة في ذي قار بعد تعرضهما لضربة شمس، ما دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة، بحسب بيان رسمي صادر الأربعاء.

بنى تحتية ضعيفة وصيف أكثر قسوة

يُصنّف العراق من بين أكثر خمس دول تضررًا من التغير المناخي وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، إذ يعاني من تراجع حاد في كميات الأمطار وزيادة ملحوظة في العواصف الترابية. ووفقًا للمتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية، عامر الجابري، فإن كميات الأمطار خلال السنوات الماضية كانت "قليلة نسبيًا"، مشيرًا إلى أن شهر مايو يُعد من أشهر "عدم الاستقرار المناخي".

وقد أدت إحدى العواصف الترابية الشديدة مؤخرًا إلى إصابة أكثر من 3700 شخص بحالات اختناق، في حين تعاني البلاد كل صيف من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، ما يدفع العائلات للاعتماد على مولدات خاصة، وسط ضعف البنية التحتية رغم الثروات النفطية الهائلة.

المعاناة اليومية تتكرر

يروي مصطفى هاشم، وهو ناشط بيئي وعامل ميداني في محافظة ميسان، أن "الصيف بدأ مبكرًا هذا العام"، مضيفًا أن الوضع "مرهق للغاية"، حتى أن أحد زملائه فقد الوعي أثناء صيانة أجهزة تبريد فوق سطح أحد الأبنية. وتزداد المعاناة في ظل صعوبة توفير التبريد داخل المنازل، ما يجعل من مواجهة حرارة تصل إلى 49 درجة مهمة شبه مستحيلة لكثير من العراقيين.

تصاعد الظواهر المناخية الحادة

تشير البيانات الصادرة عن مؤسسات بحثية دولية إلى أن العراق ليس وحيدًا في معاناته من درجات حرارة قياسية، بل إن المنطقة بأسرها باتت تواجه ظروفًا مناخية أكثر تطرفًا. وتؤكد منظمة الأرصاد العالمية أن ارتفاع معدلات الحرارة في الشرق الأوسط بات "ظاهرة متكررة"، تزداد معها المخاطر الصحية والبيئية، ما يتطلب استعدادًا حكوميًا أكثر فاعلية واستراتيجيات تكيّف مستدامة.

تم نسخ الرابط