دبلوماسي فلسطيني سابق: العزلة السياسية لحكومة نتنياهو باتت أكثر وضوحًا

نتنياهو.. قال السفير الدكتور ممدوح جبر مساعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق، إنّ التحولات الجيوسياسية في أوروبا وأمريكا باتت واضحة في الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة، خاصة بعد تصاعد الحراك الشعبي والاحتجاجات في العواصم الغربية، التي دفعت وسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، موضحًا، أن هذه التحولات تُرجمت إلى مواقف سياسية متقدمة، تبتعد عن الدعم المطلق لإسرائيل، وتتجه نحو دعم القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
وأضاف في مداخلة، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ العزلة السياسية لحكومة بنيامين نتنياهو باتت أكثر وضوحًا، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية من قادة المعارضة الإسرائيلية، الذين اتهموه بالكذب والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة.
وأشار إلى أن كبار القادة العسكريين والدبلوماسيين الإسرائيليين باتوا يدقّون ناقوس الخطر بشأن فقدان الحلفاء في الغرب، وفي مقدمتهم أوروبا، التي كانت شريكًا استراتيجيًا تاريخيًا.
انفلات إسرائيلي دبلوماسي
وشدد جبر على أن الانفلات الإسرائيلي الدبلوماسي، ظهر جليًا في التصعيد الأخير تجاه دبلوماسيين في جنين، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار رغم وجود الحصانات الدبلوماسية، ما يثبت أن الاحتلال لم تعد تلتزم بالقانون الدولي، ولا باتفاقيات جنيف أو مبادئ الدبلوماسية العالمية. وأضاف أن هذا التصرف ينم عن عنجهية عسكرية وخطاب توسعي قائم على أن إسرائيل فوق القانون.
وأوضح جبر أن الموقف الدولي – لا سيما الأوروبي – يتجه نحو تبنّي أدوات قانونية ودبلوماسية لمحاصرة الاحتلال سياسيًا، بدءًا من العقوبات على المستوطنين، ومرورًا بدعوات الاعتراف بدولة فلسطين، وصولًا إلى دعم المسارات القضائية في محكمة العدل الدولية.
وأكد أن دولة الاحتلال أصبحت تُوصف في المحافل الغربية بـ"الدولة المارقة"، وهي تسمية تعكس مدى تدهور صورتها دوليًا، خاصة في ظل استمرار الحرب ورفضها لجهود التهدئة.
ومن ناحية أخرى، قالت دانا أبو شمسية مراسلة قناة القاهرة الإخبارية، إنّ الشارع الإسرائيلي لم يستفق بعد من صدمة مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وذلك في حادث إطلاق نار وقع داخل متحف خلال فعالية نظمها اللوبي اليهودي الأمريكي، مشيرة، إلى أن الحادث، رغم عدم صدور بيان سياسي إسرائيلي رسمي حتى الآن، يلقى ترويجًا واسعًا باعتباره عملًا معاديًا للسامية، وهو توصيف تبناه كبار المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو.
وأضافت أبو شمسية في مداخلة هاتفية، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت مقتل اثنين من موظفي سفارتها، أحدهما لقي مصرعه في موقع الحادث، بينما توفي الآخر متأثرًا بجراحه في المستشفى، ووفق المعلومات الأولية، كان الضحيتان – رجل وخطيبته – يخططان للعودة إلى القدس لإتمام مراسم زفافهما خلال الأيام المقبلة، بينما نقلت وسائل إعلام أمريكية اسم المشتبه فيه، وهو إلياس رودير، البالغ من العمر 30 عامًا.
وتابعت، أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية ركزت بشدة على مشهد اعتقال المشتبه به، والذي كان يردد عبارة "الحرية لفلسطين" مرتديًا الكوفية الفلسطينية، وهو ما اعتبرته تل أبيب مؤشرًا على دوافع "سياسية وأيديولوجية".
ونقلت، أن الاحتلال تحاول الربط بين الحادث وبين "تصاعد العداء للإسرائيليين" في ضوء العدوان المتواصل على غزة وتراجع الدعم الغربي للحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت، إلى أنّ الإعلام الإسرائيلي يخصص تغطية واسعة لهذا الحدث، مستغلًا الروايات غير المؤكدة لتغذية خطاب "الخطر على الجاليات اليهودية"، في وقت تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى استثمار الحادث سياسيًا على الساحة الدولية.
ورجّحت صدور تصريحات مكثفة من المسؤولين الإسرائيليين خلال الساعات القادمة، لتوظيف الحادث في سياق المعركة الدبلوماسية القائمة بشأن الحرب على قطاع غزة.