شاب من الصم والبكم يُعيد الحياة لمصنع متوقف منذ عام..اعرف التفاصيل

من الصم والبكم لكنه يمتلك صوتًا من نوع آخر، لا يُسمع بالكلمات بل يُترجم إلى أفعال ونجاح. أحمد خالد، شاب من أبناء محافظة الوادي الجديد، لم تمنعه إعاقته السمعية والنطقية من أن يكون نموذجًا ملهمًا في الإرادة والطموح والعمل، بل جعل من نفسه قصة نجاح يُحتذى بها، وبداية لطريق إنتاجي واعد في قلب الصحراء.
شاب من الصم والبكم يتحدى الظروف
رغم كونه من الصم والبكم ، فإن أحمد يمتلك وعيًا وثقافةً وذكاءً لافتًا، لدرجة أن من يتعامل معه يدرك سريعًا أن فقدان الحواس لا يعني أبدًا غياب الفهم أو التميّز. ففي وقتٍ يعاني فيه البعض من فقدان الشغف والطموح رغم تمتعهم بكل الحواس، يضيء أحمد طريقه بالعمل والاجتهاد، ويثبت يومًا بعد يوم أن العزيمة لا تحتاج إلى صوت لتُسمع.

الصمت يتحول إلى انتاج
قرر أحمد أن يبدأ رحلته مع الإنتاج من خلال تشغيل ماكينة قديمة لتصنيع الشباشب الفوم كانت متوقفة منذ أكثر من عام. لم ينتظر دعمًا أو تصفيقًا، بل بدأ بصمت، وأنتج أول دفعة محلية من الشباشب التي تحمل بصمته الشخصية، ليكون بذلك أول شاب من الصم والبكم يعيد الروح إلى مشروع صناعي صغير في الوادي الجديد، ويقدّم نموذجًا حيًا على أن التحديات لا تقف أمام الطموحين، وفق حساب “فكر اقتصادي” للدكتور أحمد حنفي، الخبير الاقتصادي.

وما يميز أحمد أكثر من غيره، هو إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه مجتمعه، فهدفه لا يقتصر على إنتاج الشباشب، بل يسعى في المرحلة المقبلة إلى توسيع المشروع ليشمل صناعات أخرى، من خلال تدريب شباب المنطقة ودمجهم في ورشة إنتاجية متكاملة، مما يفتح آفاقًا للعمل ويقلل من نسب البطالة بين الشباب.

القصة ليست فقط عن شاب تحدى إعاقته، بل عن مجتمع بدأ يسمع صوتًا جديدًا من *الصم والبكم*، يخبرهم بأن مفتاح التقدم هو العمل، وأن قيمة الإنسان لا تقاس بقدرته على الحديث، بل بما يقدمه من إنجاز.

أحمد خالد اليوم لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل جيلًا كاملًا من الشباب المهمش الذي يحتاج فقط إلى الفرصة. قصته تذكرنا أن هناك كنوزًا بشرية مدفونة في أعماق القرى والنجوع، وأن الدعم الحقيقي يبدأ بالإيمان بقدراتهم.
