آه والله … مش دلع ولا رفاهيه زيّها زي السفر والبريك والكوفي الفخم اللي في آخر الشارع ، مش متاحة لكل الناس.
فيه ناس عندها المقدرة تكتب “أنا محتاجة أختفي شوية”، وتعمل دليت لأبلكيشنات السوشيال، وتقعد في بيتهم تحت البطانية تعيط بسلام. أو تطلع تقعد في كافيه لابسة نضارة سودة وتقول “أنا مش في المود أتكلم دلوقتي”. عندها مساحة تنهار، وعندها جمهور بيستحمل غيابها، وعندها أجازه ممكن تاخدها من الشغل عشان “المنتال هيلث”.
وفيه ناس تانية؟
بتصحى كل يوم على صوت المنبه تحضر الفطار تلم الغسيل ترد على المدير وتاخد نفس عميق قبل ما تفتح باب أوضتها.
من بره شكلها طبيعي… بس من جوا ؟ خلصانة.
النوع ده ما بيقدرش ينهار… مش عشان أقوى، لأ، عشان معندوش اختيارات. عنده أولاد، وعنده مسئوليات، وعنده ناس لو شافوه تعبان هيتعبوا أكتر. عنده خوف من فكرة إنه ينهار، لأنه لو وقع، مين هيشيله؟
فيه أمهات بتعيط وهي بتغسل المواعين.
فيه رجالة بتكتم في قلبها وهي بتشتغل ١٢ ساعة علشان الإيجار.
فيه بنات بتاخد نفس طويل قبل ما تبتسم في وش خطيبها… وهي جواها أصوات كتير مش لاقية مخرج.
إحنا في عصر بيشجع التعبير عن المشاعر، وده شيء مهم بس الحقيقة؟ مش الكل يقدر يعيش ده. فيه ناس بتتألم بصمت، مش بس لأنهم “مساكين”، لكن لأن عندهم أولويات أهم من الدراما.
فيه ناس عايشة طول الوقت على وضع “الطوارئ النفسية”، معندهمش رفاهية يبطلوا يشتغلوا، ولا يعترفوا إنهم محتاجين مساعدة، ولا حتى يقعدوا ساعة ساكتين.
بس خليني أقولك حاجة…
اللي بيقدر يعترف بتعبه، يشارك، يعيط ويلاقي حضن أو مساحة يتنفس فيها، ده محظوظ. مش ضعيف… محظوظ.
واللي مكمل من غير ما يتكلم، ما هواش قوي… هو بس مضطر.
كلنا محتاجين مساحة ننهار فيها بسلام، من غير خوف، من غير حرج، ومن غير ما نحس إننا عبء على حد.
بس لحد ما ده يحصل…
إوعى تبص لحد وتقول “هو بيبالغ”.
يمكن هو بس عنده رفاهية إحنا مفتقدينها.