عاجل

غرف شات مغلقة.. حكم الاشتراك في تطبيقات التعارف مقابل المال| خاص

الشيخ أحمد السيد
الشيخ أحمد السيد شقرة الواعظ بالأزهر

في ظل التوسع الرقمي، ظهرت تطبيقات التعارف الحديثة لتُسوَّق بين الشباب والفتيات على أنها "مساحات أكثر تطورًا للتعارف والتواصل"، وتُقدَّم بواجهة جذابة تحت عناوين مثل: "غرف خاصة – دردشات مغلقة – لقاءات افتراضية"، وهي أشبه ما تكون بمقاهٍ إلكترونية مغلقة، يجلس فيها شاب وفتاة وحدهما في خلوة غير مرئية.

حكم الاشتراك في تطبيقات التعارف مقابل المال

ويقول الشيخ أحمد السيد شقرة الواعظ بالأزهر الشريف، إن الواقع أن مثل تطبيقات التعارف هذه ليست مجرد وسائط محايدة، بل هي بيئة مهيأة للفتنة والانزلاق؛ إذ يبدأ الحديث فيها غالبًا بكلمات عامة، ثم يميل إلى المزاح، فالإعجاب، فالكلام العاطفي، وربما ما هو أسوأ.

تطبيقات التعارف 
تطبيقات التعارف 

وأشار إلى أن الشرع الشريف، بحكمته، لم ينتظر وقوع الفاحشة ليحكم، بل سدّ الذرائع المؤدية إليها؛ فنَهى عن الخضوع في القول، وعن التوسع في الحديث بين الرجل والمرأة خارج الحاجة، فقال تعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

حكم التعارف بين الشباب والفتيات عبر غرف الدردشة

وتابع: حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم شابًا ينظر إلى شابة، حوّل وجهه وقال: "لم آمن الشيطان عليهما"، لأن الفتنة تبدأ من النظرة، وتُستدرَج بالكلمة، وتُستدرج أكثر إذا كانت خلف الأبواب المغلقة.

وأكد الواعظ بالأزهر أنه لا يُمكن اعتبار هذه المحادثات "مجرد ترفيه بريء"، أو أنها "تحت الرقابة"، لأن غرفة مغلقة بين شاب وفتاة، ولو افتراضيًا، تُعد نوعًا من الخلوة الإلكترونية، وقد أجمعت الشريعة على سدّ أبواب الخلوة المؤدية إلى المنكر.

وقد أثبت الواقع – لا مجرد الفتوى – أن كثيرًا من هذه المحادثات أفضت إلى التعلق المَرضي، والعلاقات المحرّمة، بل وإلى ما يهدم البيوت ويُفسد القلوب.

محادثات ودردشة
محادثات ودردشة

هل يجوز الاشتراك في تطبيقات التعارف المدفوعة؟ 

وشدد:«لذلك: لا يجوز شرعًا الاشتراك في هذه الغرف، ولا إنشاؤها، ولا التربح منها، سواء كانت مجانية أو مدفوعة، إذ لا يُبنى الحكم الشرعي على "نية حسنة" أو "عنوان جذاب"، بل على الأثر الغالب والمآل المتوقع، والله تعالى يقول: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه يأمر بالفحشاء والمنكر}».

واختتم الواعظ بالأزهر الشريف قائلًا:  «ليكن تواصل الشباب مع الشباب، والفتيات مع الفتيات، في حدود الأدب الشرعي، والمجالات النقية من مواطن الريبة، فدرء الفتنة مقدَّم على ادعاء الحرية».

تم نسخ الرابط