شكر لله وإحياء لسنة إبراهيم.. ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟

ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟، سؤال يشغل الأذهان خاصة مع اقتراب عيد الأضحى لعام 1446 هجريا، ونرصد في التقرير التالي ما ذكره الأزهر بشأنها.
ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية أن مشروعية الأضحية جاءت لحِكَمٍ سامية ومقاصد عظيمة، تحقق المعاني الإيمانية والاجتماعية، وتُجسِّد جوهر العبادة في الإسلام، من خلال الطاعة والتقرب إلى الله، والتراحم بين الناس، والتكافل في المجتمع المسلم.
وأوضح الأزهر للفتوى في فتوى له من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الأضحية شُرعت أولًا شكرًا لله تعالى على نعمة المال والحياة، فهي تعبير عملي عن الامتنان للخالق عز وجل، وتأكيد على أن العبد لا ينسى فضل الله عليه فيما رزقه من النعم.
وأضاف مركز الأزهر للفتوى أن الأضحية تعد شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، التي شرعها الله تعالى تقربًا إليه، واستجابةً لأمره، فهي عبادة تؤدى بنية الإخلاص والاتباع، وتُظهر مظاهر العبودية والانقياد لأوامر الله في وقت مخصوص.
وبيّن الأزهر للفتوى أن من مقاصد الأضحية كذلك التوسعة على النفس والأهل والمحتاجين، فهي باب للرحمة والتواصل، وصلةٌ للرحم، وإكرامٌ للضيف، وتوددٌ للجار، وصدقةٌ للفقير، وفيها إظهار للنعمة والتحدث بها، كما قال تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث".
إحياء لسنة سيدنا إبراهيم
وأشار إلى أن الأضحية إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، حين امتثل لأمر الله بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، ففداه الله بذبح عظيم، لتكون هذه الحادثة مَعلمًا من معالم التضحية والتسليم المطلق لله، وتذكيرًا سنويًا للمؤمنين بمقام الطاعة والابتلاء والصبر.
كما شدد على أن الأضحية تُظهر صدق إيمان العبد، ويقينه بما أخبر الله به، فهي دليل على التصديق التام، والامتثال الخالص، لافتة إلى أن الأضحية تعلم المسلم الصبر، وتربّيه على الثقة في حكمة الله، والرضا بقضائه، فهي تذكير بقصة صبر إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، اللذَين قدَّما طاعة الله على كل شيء.
واختتم الأزهر للفتوى بالتأكيد على أن الأضحية باب عظيم من أبواب الخير، تتعدد فيه النيات، ويعم نفعه، وتتحقق به مقاصد الشرع في التقرب والتراحم والتواصل.
سنم الأضحية
وحول الشّروط المُعتبرة في الأضاحي، قال: أن تبلغ السَّن المقررة شرعًا، والسن الشرعية تختلف باختلاف نوع الأضحية من بهيمة الأنعام.
• فيجزئ من الضأن (الخروف) ما بلغ ستة أشهر فأكثر.
• ومن الماعز ما بلغ سنة فأكثر.
• ومن البقر والجاموس ما بلغ سنتين فأكثر.
• ومن الإبل ما بلغ خمس سنين فأكثر.
يستوي في ذلك الذَّكر والأنثى؛ لقول سيدنا رَسُول اللهِ ﷺ: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ». [أخرجه مُسلم]
أمَّا المَعلُوفة -وهي التي للتَّسمين- فلا يُشترط لها بلوغ السّنّ المقررة -على المختار للفتوى- إنْ كَثُرَ لحمُها في مدة أقل، كبلوغ البقرة المعلوفة 350 كجم فأكثر في أقل من عامين.