عاجل

احتباس السوائل في الجسم.. أضرارها وأسبابها وكيفية التعامل معها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يُعد احتباس السوائل في الجسم، أو ما يعرف طبيًا بـ«الوذمة»، من المشكلات الصحية التي يعاني منها كثيرون، وتتمثل في تراكم غير طبيعي للسوائل في الأنسجة، مما يؤدي إلى تورم واضح في أجزاء مختلفة من الجسم. 

رغم أن هذا العرض قد يبدو بسيطًا، إلا أنه في كثير من الحالات يكون علامة تحذيرية لمشاكل صحية خطيرة تتطلب التشخيص المبكر والعلاج المناسب.

ما هي الوذمة ولماذا تحدث؟

الوذمة هي حالة يحدث فيها تجمع للسائل بين خلايا الجسم أو في تجاويف معينة، مسببة تورمًا يمكن أن يكون مؤلمًا أو غير مريح. تتنوع أسباب احتباس السوائل بين أمراض القلب، الكلى، الكبد، الجهاز اللمفاوي، أو حتى نتيجة استخدام أدوية معينة أو التعرض لحساسية شديدة.

أسباب احتباس السوائل: نظرة موسعة

1. أمراض القلب وقصور القلب المزمن

بحسب الطبيبة الروسية إيرينا فولجينا، فإن أمراض القلب تعتبر السبب الرئيسي للوذمة، خاصة في حالات قصور القلب. في هذا المرض، يفشل القلب في ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأطراف السفلية (الساقين والكاحلين) وأحيانًا في تجويف البطن، ما يُعرف بالاستسقاء البطني.

وتوضح الدكتورة فولجينا أن مرض فقر التروية القلبية – الذي يشمل احتشاء عضلة القلب وتصلبها بعد الإصابة، بالإضافة إلى اضطرابات ضربات القلب – هو السبب الأساسي لقصور القلب المزمن. ويؤدي ذلك إلى تورم واضح في الساقين يكون متماثلًا، وغالبًا ما يزداد في فترة المساء مع الشعور بثقل وألم أحيانًا.

2. الوذمة الكلوية

تختلف طبيعة احتباس السوائل الناتج عن مشاكل الكلى، حيث تصف الطبيبة الوذمة الكلوية بأنها «لينة» وتظهر بشكل أساسي في الوجه والرقبة، خصوصًا في ساعات الصباح الأولى، ثم قد تنتشر إلى باقي أنحاء الجسم مع تفاقم الحالة. السبب هنا يعود إلى ضعف قدرة الكلى على التخلص من السوائل والأملاح من الجسم، مما يؤدي إلى تراكمها.

3. أمراض الأوعية الدموية

إذا كان التورم يظهر في طرف واحد فقط وغير متماثل، فقد يكون السبب وجود اضطرابات في الأوعية الدموية مثل جلطات الأوردة أو ضعف الصمامات الوريدية. مثل هذه الحالات تحتاج إلى تدخل طبي عاجل واستشارة جراح أوعية دموية.

4. أسباب أخرى

بالإضافة إلى ما سبق، قد يكون احتباس السوائل نتيجة لأسباب متنوعة تشمل الأورام الخبيثة التي تؤثر على الأنسجة والأعضاء، اضطرابات في الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية أو متلازمة كوشينغ، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة التي تؤدي إلى تجمع السوائل بشكل حاد في الأنسجة.

أنواع الوذمة: الحادة والمزمنة

الوذمة المزمنة:
تتميز بالتورم المستمر والمتكرر، وهو مؤشر على مرض مزمن مثل فشل القلب أو مشاكل الكلى. على الرغم من أن هذا النوع قد لا يشكل خطرًا فوريًا على الحياة، إلا أنه يحتاج إلى متابعة طبية دورية للسيطرة على الحالة ومنع تفاقمها.

الوذمة الحادة:
تظهر بسرعة كبيرة وتنتشر في أجزاء متعددة من الجسم، وقد تكون عرضًا لحالات طبية طارئة مثل فشل القلب الحاد، التهابات خطيرة، أو تفاعلات تحسسية شديدة، وتتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.


أضرار احتباس السوائل على الصحة

تقييد حركة الجسم:
التورم في الأطراف قد يسبب صعوبة في المشي أو أداء الأنشطة اليومية بسبب الألم والثقل.

زيادة الضغط على الأعضاء:
تراكم السوائل في البطن أو الرئتين (وذمة رئوية) يؤدي إلى صعوبة في التنفس ويزيد من مخاطر العدوى.

تأثيرات على الجلد:
الوذمة المزمنة قد تسبب تقرحات جلدية والتهابات متكررة، خصوصًا إذا ترافق معها ضعف الدورة الدموية.

زيادة خطر الإصابة بالجلطات:
احتباس السوائل والأعراض المرتبطة قد يؤدي إلى ركود الدم في الأوردة، مما يزيد من احتمالية تكوين جلطات دموية.


نصائح للتعامل مع احتباس السوائل

مراجعة الطبيب المختص فورًا:
عند ملاحظة تورم غير مبرر أو مستمر، يجب طلب تقييم طبي لتحديد السبب.

اتباع نظام غذائي صحي:
الحد من تناول الملح والدهون المشبعة، لأنها قد تزيد من احتباس السوائل.

ممارسة النشاط البدني:
الحركة تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل التورم.

رفع الأطراف:
رفع الساقين عند الجلوس أو النوم يقلل من تجمع السوائل في الأطراف.

الالتزام بالعلاج:
تناول الأدوية الموصوفة، مثل المدرات البولية، تحت إشراف الطبيب.

احتباس السوائل في الجسم ليس مجرد عرض بسيط بل قد يكون دليلاً على مشكلات صحية خطيرة تستدعي التدخل الطبي المبكر. الوعي بالأسباب، معرفة الأعراض، والاهتمام بالعلاج المناسب يمكن أن يقلل من المضاعفات ويحسن جودة الحياة بشكل كبير.

تم نسخ الرابط