عاجل

"التشنجات الليلية": لماذا تحدث.. وهل هي علامة على مشاكل صحية خطيرة؟

 التشنجات الليلية
التشنجات الليلية

في ساعات الليل، وبينما يغوص الجسم في عمق النوم، قد توقظك فجأة تشنجات عضلية مؤلمة في الساق أو القدم، ما يدفعك للقلق وربما البحث عن تفسير لهذه الظاهرة المزعجة.

لكن، ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذه التقلصات الليلية قد لا تكون مجرد حالة عرضية ناتجة عن الإرهاق أو نقص السوائل، بل قد تكون علامة مبكرة على اضطرابات صحية خطيرة، تستحق المتابعة والعلاج.

ما هي التشنجات الليلية؟

تُعرف التشنجات الليلية بأنها انقباضات مفاجئة ولا إرادية في عضلات الساق أو الفخذ أو القدم، غالبًا ما تحدث أثناء النوم، وتستمر لبضع ثوانٍ أو دقائق، مسببة ألمًا شديدًا واستيقاظًا قسريًا من النوم.

وبحسب الدكتورة نايرا كوربانوفا، أخصائية طب الأعصاب الروسية، فإن هذه التشنجات قد تكون مؤشرًا على مشكلات صحية أعمق، خاصة إذا تكررت بشكل مستمر وغير مبرر.

أسباب التشنجات الليلية: ما بين البسيط والخطير

رغم أن هناك أسبابًا شائعة ومعروفة لتقلصات العضلات أثناء النوم، مثل:

  • الجفاف
  • نقص البوتاسيوم والمغنيسيوم
  • الإجهاد البدني الشديد
  • الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة
  • درجات الحرارة المرتفعة أو الباردة
  • الإفراط في تناول الأملاح

إلا أن الدكتورة كوربانوفا تشير إلى أن تكرار التشنجات دون سبب واضح، يجب أن يُنظر إليه بعين الشك، ويستدعي الفحص الطبي.

التشنجات الليلية قد تكشف عن 6 أمراض خطيرة

تلف الجهاز العصبي المركزي والطرفي

التشنجات الليلية المتكررة قد تكون أحد أعراض تلف الأعصاب الطرفية، أو الحبل الشوكي أو حتى الدماغ. هذا النوع من التشنجات يتطلب تدخلاً من طبيب أعصاب مختص، لأنه قد يكون نتيجة أمراض عصبية مزمنة مثل التصلب اللويحي أو الاعتلال العصبي السكري.

 اختلال وظائف الغدة الدرقية

الغدة الدرقية تتحكم في العديد من وظائف الجسم، بما فيها تنظيم نشاط العضلات والأعصاب. وأي خلل في إفرازاتها يمكن أن يؤدي إلى تقلصات عضلية مستمرة ومؤلمة أثناء النوم.

أمراض الغدة جار الدرقية

هذه الغدة مسؤولة عن تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان لصحة العضلات. إذا حدث خلل في هذه الغدة، قد تظهر تشنجات ليلية عنيفة نتيجة لانخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.

 مشكلات الكلى والكبد

ضعف الكلى أو الكبد قد يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، مما ينعكس سلبًا على الأعصاب والعضلات، ويسبب تشنجات ليلية مؤلمة قد تكون دليلاً على تدهور في وظائف هذه الأعضاء الحيوية.

 تصلب الشرايين وقلة تدفق الدم

انسداد الشرايين، سواء في القلب أو في الأطراف، يؤدي إلى نقص تدفق الدم المؤكسج إلى العضلات، خصوصًا أثناء الراحة الليلية، ما يُضعف العضلات ويتسبب في انقباضها فجأة.

 الآثار الجانبية لبعض الأدوية

بعض الأدوية مثل مدرات البول، أدوية الضغط، أدوية خفض الكوليسترول قد تتسبب في فقدان المعادن من الجسم، ما يؤدي إلى تشنجات عضلية، خاصة في الليل.

هل التشنجات حالة وراثية؟

تشير بعض الدراسات إلى وجود استعداد وراثي لدى بعض الأفراد لحدوث التشنجات، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لتقلصات عضلية مزمنة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من:

  • تشنجات ليلية متكررة لأكثر من مرتين أسبوعيًا
  • ألم شديد يوقظك من النوم بانتظام
  • وجود أعراض مصاحبة مثل خدر، ضعف في العضلات، أو تورم
  • استمرار الأعراض رغم شرب الماء وتناول المغذيات

فإن استشارة طبيب الأعصاب أو طبيب الغدد الصماء باتت ضرورية، للكشف عن الأسباب الخفية.

نصائح طبية لتقليل حدوث التشنجات الليلية

  • شرب 2 لتر ماء يوميًا للحفاظ على توازن السوائل
  • تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم مثل الموز، الأفوكادو، والمكسرات
  • ممارسة تمارين التمدد قبل النوم
  • تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة
  • تقليل الملح والكافيين في النظام الغذائي
  • المراقبة الطبية للأدوية التي تتناولها
  • لا تستهين بصرخات جسمك الصامتة

في كثير من الأحيان، تكون التشنجات الليلية مجرد وسيلة ينبهك بها جسمك إلى خلل داخلي، وربما تكون هي العلامة الوحيدة قبل ظهور أعراض أخطر، لهذا، لا تتردد في اتخاذ خطوة استباقية، واستشارة طبيب مختص لفحص أسباب هذه التشنجات، حفاظًا على صحتك العصبية والعامة.

تم نسخ الرابط