الشيخ الـ 16 للأزهر.. معلومات وأسرار رائد النهضة الحديثة حسن العطار

تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام حسن العطار، شيخ الأزهر السادس عشر، ورائد النهضة الحديثة في الأزهر وصاحب مشروع التنوير الأول.
في التقرير التالي يستعرض موقع “نيوز رووم” أهم المعلومات عن الإمام حسن العطار شيخ الجامع الأزهر السادس عشر.
رحل الإمام حسن العطار في مثل هذا اليوم، 22 من مارس عام 1835م، الموافق 22 من ذي القعدة سنة 1250هـ.
أهم المعلومات عن الإمام حسن العطار
ولد الإمام حسن العطار عام 1182هـ (1768م)، في القاهرة لأسرة مغربية الأصل.
حدد العطار بنفسه سنة ميلاده في منظومته النحوية، حيث ذكر أنه ألّفها في ذي القعدة عام 1202هـ (3 أغسطس 1788م)، وكان عمره وقتها عشرين عامًا. لكن بعض المصادر التاريخية أخطأت، فذكرت ميلاده في عام 1180هـ أو 1190هـ.
نسبه ونشأته
ينتمي الإمام حسن العطار إلى عائلة مغربية استقرت في القاهرة، وكان والده يعمل عطّارًا، فنُسب إلى مهنته، ورغم فقر العائلة، إلا أن والده الشيخ محمد كتن كان حريصًا على تعليم ابنه، مما أسهم في تشكيل شخصية العطار العلمية منذ صغره.
بدأ الإمام حسن العطار حياته التعليمية في الأزهر الشريف سرًّا، إذ كان يحفظ القرآن الكريم دون علم والده، ثم ما لبث أن علم بذلك فألحقه رسميًا بالأزهر حيث نهل العلم على يد كبار العلماء مثل الشيخ الأمير والشيخ الصبّان، وغيرهما من كبار العلماء.

وبعد أن أثبت العطار نبوغًا مبكرًا، تصدر حلقات التدريس في الأزهر في سنٍ صغيرة، كما لم يكتف بالعلوم التقليدية، بل اتجه إلى دراسة الفلك والرياضيات والهندسة والطب والتشريح والجغرافيا، حتى أصبح موسوعة علمية متكاملة.
ويصفه معاصره الشيخ شهاب الشاعر بأنه "آية في الذكاء"، وكان لا يكتفي بالقراءة السريعة، بل يعكف على تحليل وتفسير الكتب وكتابة الهوامش.
الإمام حسن العطار.. شيخ الأزهر المجدد
حين غزت الحملة الفرنسية مصر، اضطر العطار للفرار إلى أسيوط، حيث عانى من الغربة والطاعون، لكنه عاد لاحقًا إلى القاهرة، حيث انفتح على الفرنسيين وتفاعل مع علومهم، فتعلم منهم واستفاد، وعلّمهم اللغة العربية.
كان يجيد اللغة التركية ويتقن مبادئ اللغة الفرنسية، ما أتاح له الاطلاع على مؤلفات المفكرين الأوروبيين في زمن شهد فيه الشرق حالة من الجمود العلمي، بينما كانت أوروبا تعيش أوج نهضتها الفكرية والصناعية.
وكان لتواصله مع علماء الحملة تأثير بالغ على رؤيته الإصلاحية، إذ أيقن ضرورة إدخال العلوم الحديثة إلى الأزهر.
شغل الإمام العطار منصب شيخ الجامع الأزهر عام 1246هـ، في عهد محمد علي باشا وكان حينها قد اكتسب سمعة واسعة كمُصلح وفقيه موسوعي، وخلال توليه المشيخة، عمل على إصلاح نظم التعليم في الأزهر، ونادى بضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية، وهو ما مهد الطريق لاحقًا لإصلاحات كبرى في المؤسسة الأزهرية.
مؤلفات الإمام العطار
شرح جوهرة التوحيد في علم الكلام.
حاشية على الخبيصي في المنطق.
رسائل في البلاغة والفقه والأصول.
كما تولى الشيخ حسن العطار، تحرير جريدة "الوقائع المصرية"، التي استغلها في نشر أفكاره التنويرية ومقالاته الشعرية والأدبية، ومن خلالها دعا إلى إدخال الجغرافيا والتاريخ والطب والفيزياء إلى مناهج الأزهر.
من بين تلاميذه كان رفاعة الطهطاوي، الذي أرسله إلى فرنسا وأوصاه بتسجيل كل ما يراه، فكان ذلك بداية لكتابه الشهير "تخليص الإبريز". كما دفع محمد عياد الطنطاوي لتجديد مقامات الحريري، ومهد لنهضة أدبية رائدة في مصر.
أطلق العطار مقولته الشهيرة: "إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها"، فكانت شعارًا للنهضة، وهو الرائد الأول لمشروع الإصلاح في الأزهر، ومنه استقى النهضويون المصريون أفكارهم الحديثة.
وفاة الإمام حسن العطار
رحل الإمام حسن العطار عن عمر ناهز 69 عامًا، حيث توفي سنة 1250هـ في القاهرة، بعد أن ملأ العقول والأسماع بآثاره الأدبية والعلمية، وبعد أن ربَّى طائفة مرموقة من كبار العلماء والباحثين.