هل خدعت زوجة بايدن الأمريكيين؟ اتهامات بإخفاء إصابة الرئيس السابق بالسرطان

أثار إعلان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن إصابته بسرطان البروستاتا موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة مع تزامن هذا الإعلان مع صدور كتاب "الخطيئة الأصلية" للصحفيين جيك تابر وأليكس تومسون، والذي يكشف ما وصفه بـ"عملية التستر المتقنة" التي قادها الديمقراطيون لإخفاء التدهور الصحي لبايدن خلال حملته الانتخابية لولاية ثانية، وفقا لما جاء في "واشنطن بوست".
إصابة جو بايدن بسرطان البروستاتا
ويشير الكتاب إلى أن تشخيص المرض لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة لحالة صحية مزمنة استمرت لسنوات، وهو ما أكده بعض الأطباء الذين وصفوا أرقام الرئيس الصحية بأنها "مقلقة"، وتأتي هذه التطورات في ظل تساؤلات متزايدة حول مدى كفاءة بايدن الذهنية والبدنية لإدارة البلاد، وسط محاولات من الإدارة الحالية لصرف الأنظار نحو قضايا إنسانية.

جيل بايدن: دعم مشروط أم طموح شخصي؟
وسط هذه العاصفة، سلطت الأضواء على دور السيدة الأولى، جيل بايدن، التي يرى بعض النقاد أنها لعبت دورًا محوريًا في استمرار "مسرحية التماسك" على حساب الحقيقة، فقد وُصفت في بعض التحليلات بأنها كانت الحصن الأخير الذي منع انهيار الصورة العامة للرئيس، متهمة إياها بالمشاركة في خداع الناخبين من خلال الحفاظ على واجهة رسمية رغم تدهور الوضع الصحي لزوجها.
وتعرضت جيل لانتقادات لاذعة، إذ اقترح بعض المسؤولين السابقين، مثل المحامي في إدارة ترامب ليو تيريل، أن تُوجَّه لها تهم "إساءة معاملة كبار السن" بسبب دعمها لزوجها في خوض سباق انتخابي وهو في حالة لا تؤهله لذلك.

من حذر إلى اندماج: تحول جيل في أروقة السلطة
في كتاب "معركة: داخل أعنف معركة على البيت الأبيض"، يتناول المؤلفان كيف تحولت جيل بايدن من زوجة حذرة ترفض الانخراط في الحياة السياسية، إلى شخصية اندمجت تمامًا في دهاليز السلطة.
وأوضح الكتاب أنها في البداية عارضت ترشح بايدن عام 2004، لكنها لاحقًا استسلمت لإغراءات النفوذ، خاصة بعد ثماني سنوات قضتها كسيدة ثانية ثم أولى.
ويشير الكتاب إلى أن جيل أصبحت جزءًا من نخبة واشنطن التي تُعامل نساء السياسيين الديمقراطيين معاملة احتفالية، من خلال ظهورات إعلامية لامعة، وأغلفة مجلات، وتغطيات صحفية تُبرز مؤهلاتها الأكاديمية، مثل لقبها كـ"دكتورة".
الإعلام الأمريكي متهم بالتواطؤ في تضليل الرأي العام
أثار كتاب "الخطيئة الأصلية" أيضًا جدلًا حول دور وسائل الإعلام الأمريكية في رسم صورة مغلوطة عن صحة الرئيس، إذ تقول صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في وقت سابق إن "عمر بايدن هو قوته العظمى"، في حين أظهرت الوقائع عكس ذلك، مع تكرار سقوطه وتعثره في مناسبات علنية.
في أحد المشاهد التي وُثقت، شوهدت جيل بايدن وهي تقود زوجها من على المنصة، متحدثة إليه بنبرة أشبه ما تكون بمعلمة روضة، قائلة: "أحسنت يا جو، أجبت على كل الأسئلة"، في مشهد أثار سخرية وانتقادات واسعة، خاصة أن ذلك ترافق مع ظهوره المتكرر إلى جانبها في برامج مثل "ذا فيو"، ما عكس اعتماده الكامل عليها حتى في المناسبات الرسمية.
مخاوف من حالة الرئيس بلغت حد التفكير بكرسي متحرك
من بين أكثر ما ورد في التسريبات إثارة للقلق، هو ما ذكره الكتاب حول أن "تردد بايدن" وتدهور حالته الصحية بلغ حد دراسة فكرة استخدام كرسي متحرك له بعد الانتخابات. ورغم نفي رسمي لتلك المزاعم، إلا أن حجم التفاصيل في الكتاب أعاد فتح باب النقاش حول مدى مصداقية البيت الأبيض في التعامل مع الوضع الصحي للرئيس.
دعوات بالشفاء لا تلغي الاتهامات بالمراوغة والتلاعب
ورغم أن البعض أعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للرئيس بايدن، فإن الأصوات المنتقدة شددت على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التلاعب بمشاعر الرأي العام، وطمس الحقائق الصحية لغايات انتخابية.