عاجل

بانو مشتاق تصنع التاريخ كأول هندية تحصل علي جائزة البوكر الدولية

الكاتبة بانو مشتاق
الكاتبة بانو مشتاق

حققت الكاتبة والمحامية الهندية بانو مشتاق إنجازًا أدبيًا غير مسبوق بفوزها بـ جائزة البوكر الدولية لعام 2025، لتصبح أول من يكتب بـ اللغة الكانادية وينال هذه الجائزة المرموقة، عن مجموعتها القصصية المؤثرة "مصباح القلب"، التي تُعد أول مجموعة قصصية تفوز بالجائزة منذ تأسيسها، الكاتبة الكانادية تسلط الضوء على معاناة النساء المسلمات من الهامش إلى العالمية.

تتكون المجموعة التي فازت بسببها جائزة البوكر الدولية من 12 قصة قصيرة كتبتها مشتاق بين عامي 1990 و2023، وتتناول فيها ببراعة معاناة النساء المسلمات في جنوب الهند، مصوّرةً ما وصفه الحكّام بـ"الصور المذهلة للصمود والتحمل"، وقد تولت ديبا بهاستي ترجمة العمل من الكانادية إلى الإنجليزية، وهي أول مترجمة هندية تفوز بالجائزة، وتتقاسم الجائزة المالية البالغة 50,000 جنيه إسترليني مع الكاتبة.

الأدب كمساحة للمقاومة

في خطاب قبول بانو مشتاق لـ جائزة البوكر الدولية المؤثر، قالت بانو مشتاق : "في عالمٍ يحاول تفريقنا، يبقى الأدب أحد آخر المساحات المقدسة التي يمكننا أن نعيش فيها داخل عقول بعضنا البعض، ولو لبضع صفحات فقط".

ولدت بانو مشتاق في بلدة صغيرة بولاية كارناتاكا في حي مسلم، وبدأت تعلم الكانادية منذ طفولتها في مدرسة للراهبات، رغم التقاليد المجتمعية، اختارت التعليم والكتابة بدلًا من الزواج المبكر، وبدأت نشر أعمالها في سن مبكرة، لكن زواجها لاحقًا شهد صراعات قاسية أثرت على حالتها النفسية، وهو ما كشفته في مقابلاتها الصريحة مع مجلات عالمية مثل فوغ وذا ويك.

من الاكتئاب إلى الكتابة

روت بانو مشتاق إحدى لحظاتها المظلمة حين حاولت إيذاء نفسها نتيجة الضغط النفسي بعد الولادة، قبل أن تتراجع في اللحظة الأخيرة بدعم من زوجها وطفلها، هذه التجربة القاسية ساعدتها على بناء شخصيات قوية تصمد في وجه المجتمع الأبوي، كما تظهر في "مصباح القلب" لتصل في الختام إلي جائزة البوكر الدولية .

نساء يُجبرن على الصمت..ومشتاق تكتب بصوتهن

تقول مراجعة في صحيفة ذا إنديان إكسبريس: "في ثقافة أدبية تُكافئ المشاهد المبهرة، تُصرّ "مصباح القلب" على قيمة الحياة اليومية على الهامش، وعلى الخيارات الهادئة التي تحتاج شجاعة للصمود".

ويرى النقاد أن مشتاق ترفض تصوير النساء المسلمات كضحايا صامتات أو رموز في نقاشات أخلاقية، بل تقدّمهن شخصيات مستقلة تقاوم وتفاوض وتتحمل.

نضال طويل في وجه الكراهية

عُرفت بانو مشتاق أيضًا بنشاطها الحقوقي، وعملت كمراسلة ثم محامية، واجهت تهديدات بالقتل وصدرت ضدها فتوى بعد دعمها لحق المرأة في الصلاة بالمساجد، بل وتعرضت لمحاولة طعن فاشلة.

ومع ذلك، لم تتوقف عن الكتابة، بل استمرت في فضح القهر الديني والاجتماعي من خلال الأدب، تقول: "لقد تغير السياق، لكن القضايا الجوهرية لا تزال كما هي، والمرأة المهمشة لا تزال تُقاوِم".

حضور دولي وجوائز متعددة

فازت بانو مشتاق بجوائز عدة، أبرزها جائزة أكاديمية كارناتاكا ساهيتيا، وجائزة دانا شينتاماني أتيمابي، كما فازت مجموعتها المترجمة سابقًا "حسينة وقصص أخرى" بجائزة PEN للترجمة في عام 2024، ما مهد الطريق لفوزها التاريخي بـ جائزة البوكر الدولية.

تم نسخ الرابط