جيوتيان إس إس-إيه في (Jiutian SS-UAV)
«أم الطائرات المسيرة» سلاح صيني ينطلق الشهر القادم ويرعب الغرب

تستعد الصين في الأيام القليلة المقبلة لإطلاق مركبة جوية عسكرية متطورة يُطلق عليها اسم «أم الطائرات المسيرة» وهو ما يثير قلق الغرب بشكل كبير، وفقًا لما نشرته القناة 14 الإسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وبحسب التقرير، تدعى الطائرة "جيو تيان"، والتي تشكل تطورًا نوعيًا في قدرات سلاح الجو الصيني.
«أم الطائرات المسيرة»
تعد هذه المركبة الجديدة، التي وُصفت بأنها "مركبة أم"، جزءًا من مشروع طموح يستهدف تعزيز تفوق الصين التكنولوجي في مجال الطائرات المسيّرة والهجمات السربية.
ووفقًا لما أفادت به قناة CCTV الصينية الرسمية، فإن "جيو تيان" ستكون قادرة على إطلاق ما يصل إلى 100 طائرة مسيرة صغيرة دفعة واحدة، تعمل ضمن أسراب باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف إرباك أنظمة الدفاع الجوي للعدو وشلّ قدرتها على الرد.
وقد أظهرت مقاطع فيديو نُشرت مؤخرًا على منصة X (تويتر سابقًا) تفاصيل إضافية عن هذه المركبة، حيث تُظهر اللقطات إطلاق الطائرات المسيّرة من كلا جانبي جسم الطائرة بشكل متزامن ودقيق.
تفاصيل المركبة الجديدة
المركبة الجديدة مزودة بمحرك نفاث وتتمتع بقدرة حمل تصل إلى ستة أطنان من الذخيرة، مع مدى طيران يصل إلى نحو 7000 كيلومتر، ما يمنحها قدرات استراتيجية كبيرة سواء في المهام الهجومية أو الدفاعية.
ويبلغ أقصى وزن لإقلاع "جيو تيان إس إس-يو إيه في" (Jiutian SS-UAV) نحو 15 طنًا، في حين يصل طول جناحيها إلى 25 مترًا، مع إمكانية التحليق على ارتفاع يصل إلى 15 كيلومترًا.
وقد تم تصميم وإنتاج هذه المركبة من قبل شركة "شيآن كيدا" (Xi’an Qida) الصينية المتخصصة في تقنيات الطيران، بينما أشرفت شركة الطيران الصينية الحكومية على عملية التطوير والتجارب، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها بكين لهذا المشروع العسكري.
الرد على النماذج الأمريكية
وتُعتبر "جيو تيان" ردًا صينيًا مباشرًا على النماذج الأمريكية المتقدمة من الطائرات المسيّرة مثل RQ-4 Global Hawk وMQ-9 Reaper، حيث تعزز هذه المركبة الجديدة قدرات الصين في مجال المراقبة، والإنقاذ، وحماية الحدود، إضافة إلى النقل الأمني وتنفيذ عمليات عسكرية متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ومن اللافت أن المركبة ستحمل أكثر من 100 طائرة مسيّرة صغيرة من طراز FPV (First Person View)، وهي طائرات موجهة عن بعد تعتمد على الرؤية المباشرة، وتُستخدم في تنفيذ هجمات دقيقة ضمن سرب منسق تقنيًا. وتُعد هذه التقنية من أبرز أدوات الحرب المستقبلية، لا سيما في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العسكرية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا، خاصة مع تايوان التي تعتبرها الصين مقاطعة منشقة يجب أن تعود إلى السيادة الصينية، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. وترافق هذا التصعيد مع تدريبات عسكرية مكثفة تجريها القوات الصينية حول الجزيرة، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن احتمالات المواجهة المباشرة.

ومن المتوقع أن تبدأ الصين عمليات الاختبار الأولية لـ"جيو تيان" في الشهر المقبل، لتدخل الخدمة ضمن قواتها الجوية لاحقًا، وتصبح أحد أعمدة استراتيجيتها العسكرية الحديثة المعتمدة على الطائرات غير المأهولة والتكامل التكنولوجي المتقدم.
بهذا الإطلاق، ترسم بكين ملامح مرحلة جديدة من سباق التسلح في آسيا، حيث يشير الخبراء إلى أن الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وسرعة الحركة والهجمات السربية قد تغير طبيعة الحروب التقليدية، وتمنح الدول التي تمتلكها تفوقًا ميدانيًا حاسمًا.