عاجل

بعد مكالمة ترامب.. بوتين يحقق انتصاراً دبلوماسياً وسط تحذير اقتصادي شديد

بوتين
بوتين

منذ الغزو الروسي عام 2022، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بشروطه وفي ظل المناورات الدبلوماسية المعقدة التي شهدها الأسابيع الأخيرة، تمكن الزعيم الروسي من الدفاع عن نهجه في التفاوض على اتفاق سلام شامل، مع استمراره في شن الحرب في أوكرانيا، التي يعتقد أنها تسير في صالحه.

وصمد موقفه المتشدد أمام ضغوط من أوكرانيا، والاتحاد الأوروبي، وحتى وقت قريب، من الولايات المتحدة، من أجل وقف فوري لإطلاق النار قبل بدء محادثات السلام. 

انتصار  بوتين الدبلوماسي

وبعد حديثه الهاتفي مع بوتين يوم الاثنين، صرّح الرئيس ترامب بأنه يرحب بالمحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا من أجل وقف إطلاق النار واتفاق أوسع لإنهاء الحرب، مما يُمثل خرقًا نهائيًا لوعده السابق بإنهاء الصراع بسرعة.

لكن انتصار بوتين الدبلوماسي قد يُقوّض أهدافه الاقتصادية الأوسع نطاقًا في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

بعد حديثه مع بوتين، أكد ترامب أن التقارب الاقتصادي الأمريكي مع روسيا سيأتي بعد السلام في أوكرانيا، وليس قبله. إذا أبقى ترامب القضيتين متشابكتين، فقد يُحاصر روسيا اقتصاديًا في مأزق، مع احتمال ضئيل لرفع العقوبات الغربية أو جذب الاستثمارات الأجنبية التي يُغري بها السيد ترامب.

اقرأ أيضا: عقيدة ترامب : الشرق الأوسط يُبنى بالصفقات لا القنابل.. والعرب يصنعون مستقبلهم

روسيا وعلاقات تجارية واسعة النطاق مع واشنطن

صرح ترامب في بيان يوم الاثنين عقب المكالمة: "تريد روسيا إقامة علاقات تجارية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء هذه "المذبحة" الكارثية، وأنا أتفق مع ذلك".

وأكد نائب الرئيس جيه دي فانس النقطة نفسها بعبارات أكثر وضوحًا.

وقال للصحفيين يوم الاثنين في طريقه إلى واشنطن بعد لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في روما في اليوم السابق: "انظروا، هناك الكثير من الفوائد الاقتصادية لتحسين العلاقات بين روسيا وبقية العالم، لكنكم لن تحصلوا على هذه الفوائد إذا استمريتم في قتل الكثير من الأبرياء".
 

وباختياره استسلام أوكرانيا على حساب الفوائد الاقتصادية، فإن  بوتين على الأرجح مسترشد باعتقاده بأن الوقت في صالحه.
 

واستقر سعر النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات ميزانية روسيا، عند حوالي 65 دولارًا للبرميل بعد انخفاضه في الأيام التي أعقبت إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية العالمية في أبريل.
 

 لقد أنقذ تأجيلترامب لتلك الرسوم الجمركية الكرملين من الاضطرار إلى إجراء تخفيضات كبيرة في إنفاقه الحربي. ورغم تباطؤ الاقتصاد الروسي هذا العام، إلا أنه يواصل نموه بوتيرة تجعل الأزمة المالية مستبعدة. وتتوقع الحكومة أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنحو 1.5% هذا العام.

اقرأ أيضا: زيلينسكي بعد اتصاله مع ترامب: روسيا تناور لكسب الوقت وإطالة أمد الحرب

روسيا لا تخشي العقوبات الغربية 

وأشار بوتين مرارًا وتكرارًا إلى أن روسيا لا تخشى عقوبات غربية جديدة، لأن الكرملين أصبح بارعًا في التكيف معها. وقد تجاهلت الدعاية الروسية الدفعة الأخيرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ووصفتها بالضعيفة، بينما أشارترامب إلى أن الولايات المتحدة قد تحجم عن فرض عقوبات جديدة، مشيرًا إلى وجود فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات.

وتُظهر أحدث بيانات الميزانية الروسية أن استراتيجية البلاد المتمثلة في تقديم مكافآت ورواتب أعلى باستمرار للمجندين تُجدي نفعًا. ويقدر المحللون أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها روسيا في ساحات القتال، فإن البلاد تُجنّد جنودًا أكثر مما تخسره من وفيات وإصابات خطيرة.

وعلى خط المواجهة في أوكرانيا، تسارعت وتيرة تقدم روسيا هذا الشهر بعد مكاسب هزيلة في وقت سابق من هذا العام، مما يشير إلى أن جيش بوتن ربما يستعد لهجوم آخر واسع النطاق في الصيف.

تم نسخ الرابط