مسؤول سابق في البترول يكشف سبب توقف مصنع إدكو عن تصدير الغاز

تتحرك مصر بخطى متسارعة نحو إنشاء محطة "تغويز" برية دائمة داخل مصنع إدكو، في محاولة لتقليل فاتورة استيراد الغاز، واستغلال البنية التحتية القائمة، ضمن خطة شاملة لإدارة أزمة نقص الغاز المحلي وارتفاع الطلب الداخلي.
توفير 54 مليون دولار سنويًا
من جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن المشروع يمثل الخيار الأنسب في التوقيت الحالي.
وأوضح فى تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الاستيراد عبر محطة تغويز برية في إدكو بديل مثالي لسفن التغويز المستأجرة، التي تتجاوز كلفتها اليومية 150 ألف دولار، ما يعادل 54 مليون دولار سنويًا، موضحا أن المصنع يتمتع بموقع مميز وبنية تحتية مؤهلة حيث يمتلك أرصفة بحرية ومرافق لوجستية متكاملة، ما يسهل الربط بالشبكة القومية ويخفض التكاليف التشغيلية.
وأكد يوسف أن المشروع يحقق وفرًا كبيرًا، ويمكن استرداد تكلفته خلال أقل من أربع سنوات، مؤكداً انه قتصاديًا، هو الحل الأمثل، خصوصًا مع استمرار مصر في استيراد الغاز حتى عام 2030.
وأضاف أن مصنع إدكو متوقف عن العمل نتيجة إنخفاض إنتاج مصر من الغاز الطبيعى وتوقف تصدير الغاز للخارج مسالاً.
الأزمة في أرقام
تشير التقديرات الحكومية إلى أن مصر أنفقت أكثر من 6 مليارات دولار على استيراد الغاز والمازوت خلال السنة المالية الحالية، وتخطط لإنفاق 9.5 مليار دولار في السنة المالية القادمة 2025-2026، وسط تراجع الإنتاج المحلي إلى 4.3 مليار قدم مكعب يوميًا، مقابل احتياجات تصل إلى 7 مليارات قدم مكعب يوميًا في الصيف.
وتعول الحكومة على استكشافات الغاز في المتوسط لرفع معدلات الإنتاج، كما تحاول تحفيز الشركات الأجنبية من خلال سداد المستحقات المتأخرة ورفع سعر شراء الغاز.
محطة تغويز برية في إدكو
إذا تم تنفيذ محطة التغويز في إدكو، فإنها لن تكون فقط مشروعًا اقتصاديًا ناجحًا، بل خطوة استراتيجية نحو ضمان أمن الطاقة وتخفيض الاعتماد على حلول مؤقتة مكلفة في ظل استمرار الاضطرابات الجيوسياسية التي تهدد سلاسل الإمداد.
وقد أعلنت وزارة البترول أنه جار دراسة إضافة تسهيلات إعادة التغويز لاستقبال واردات الغاز الطبيعي المسال وتحويلها للغاز الطبيعي في صورته الأصلية وضخه في الشبكة القومية بالبلاد بما يضيف قيمة كبيرة للمجمع الذي يدار كشراكة ناجحة بين قطاع البترول المصري وكبرى الشركات العالمية، وفي مقدمتها شل العالمية، بتروناس الماليزية، إلي جانب توتال إنرجيز الفرنسية.