أستاذ بترول: استيراد الغاز القطري به مخاطر والأفضل التوجه إلى الجزائر وليبيا

في وقت الذي تسعى فيه القاهرة لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي استعدادًا لفصل الصيف، تتزايد التحديات السياسية واللوجستية أمام محاولات تنويع مصادر الاستيراد، خاصة بعد توقف الإمدادات الإسرائيلية وارتفاع المخاوف من مرور شحنات الغاز عبر مناطق غير آمنة.
وتشهد سوق الطاقة في مصر اضطرابات متصاعدة منذ فبراير 2025، بعد أن طالبت إسرائيل برفع أسعار الغاز المورد بنسبة 40%، رغم اتفاقية موقعة منذ 2018 تنص على أسعار ثابتة.
بدائل الغاز الإسرائيلي
وردًا على ما وصفته الحكومة المصرية بـ"الابتزاز السياسي"، أوقف الجانب الإسرائيلي الإمدادات لمدة أسبوعين، ما دفع القاهرة إلى خفض كميات الغاز الموجهة إلى مصانع الأسمدة والميثانول بنسبة 50%، والبدء في محادثات مع شركاء إقليميين بديلين مثل قطر وتركيا.
إلا أن هذه الخطوات لا تخلو من مخاطر، خاصة في ظل التوترات الإقليمية التي تؤثر على مسارات نقل الطاقة، وعلى رأسها مضيق باب المندب، الممر الحيوي الذي تمر عبره ناقلات الغاز المسال القادمة من الخليج.
كيفية تأمين احتياجاتنا
وفي هذا السياق، قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول ونائب رئيس جامعة فاروس، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، للأسف، أصبحنا اليوم لا نتحدث عن كيفية استعادة طاقة الإنتاج المحلي، بل عن كيفية تأمين احتياجاتنا من خلال الاستيراد، وهو أمر محزن لكنه ضروري في هذه المرحلة.
وأضاف ، أن استيراد الغاز القطري يواجه تحديات كبيرة بسبب المخاطر المتزايدة في مضيق باب المندب، الذي يشهد اضطرابات متصاعدة نتيجة الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر،مضيفا أن هذه المخاطر سترفع من قيمة التأمين على الشحنات، وبالتالي من تكلفة الاستيراد نفسها.
ليبيا والجزائر الأفضل
وحذر أستاذ هندسة البترول، من الاعتماد على مصادر بعيدة ومعقدة لوجستيًا، مؤكدا أنه من الأفضل – حال استقرار الأوضاع – هو التوجه نحو الجزائر أو ليبيا، فهما أقرب جغرافيًا، ويمكن التفاوض معهما بشروط أكثر واقعية. أما تركيا، فهي ليست مصدرًا للغاز بل مستوردًا رئيسيًا، ولا يمكن التعويل عليها كمصدر مباشر.
في ظل التحديات السياسية والميدانية، تجد مصر نفسها أمام معادلة معقدة: كيف تضمن استقرار إمدادات الطاقة دون الوقوع في فخ الابتزاز أو المغامرة بمسارات شحن غير آمنة؟ بينما تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار هذا الملف الحساس، خصوصًا مع اقتراب موسم الذروة في الاستهلاك.