إسرائيل توافق مؤقتًا على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

صدّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة القرار، الذي جاء خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، وُصف بأنه مؤقت ومشروط، إذ يهدف إلى تهدئة الضغوط المتزايدة على إسرائيل جراء اتهامات باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين في القطاع المحاصر.
توزيع المساعدات الإنسانية تحت رقابة
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى غزة ستخضع لرقابة جيش الاحتلال الإسرائيلي وشركات أمريكية، وذلك في إطار خطة إسرائيلية لإنشاء مراكز توزيع داخل القطاع.
كانت مصر في مقدمة الدول التي مارست ضغوطًا مكثفة على إسرائيل لوقف استخدام التجويع بمنع دخول المساعدات الإنسانية كوسيلة للعقاب الجماعي، مؤكدة موقفها الثابت برفض تلك السياسات اللاإنسانية.
إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة
وعقب مشاركته في قمة بغداد العربية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية مسعد بولس، حيث أكد خلال اللقاء على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، دون عوائق أو شروط تعيق وصولها إلى مستحقيها.
وفي مشهد تضامني لافت، تظاهر عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، إلى جانب نواب إيطاليين وممثلين عن المجتمع المدني، على الجانب المصري من معبر رفح البري، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف الحرب فورًا، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، ووقف تسليح إسرائيل، في تعبير واضح عن الغضب الأوروبي من الجرائم المرتكبة في غزة.

مصر تتمسك بثوابتها
وأكدت مصر تمسكها بحل الدولتين، ودعت إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كخيار وحيد لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.
ورغم الخطوة الإسرائيلية التي تبدو إيجابية ظاهريًا، إلا أن العديد من المحللين يشككون في مدى جدية تل أبيب في تنفيذها على أرض الواقع، فالموافقة على إدخال المساعدات جاءت تحت ضغط، ولا تزال مشروطة وتخضع لرقابة عسكرية صارمة، ما يفتح الباب لتساؤلات حول نوايا إسرائيل الحقيقية، وإمكانية عودتها إلى سياسات المماطلة في وقت لاحق.