عاجل

أسامة قابيل: العشر الأوائل من ذي الحجة موسم تجديد العهد مع الله|فيديو

الشيخ أسامة قابيل
الشيخ أسامة قابيل

في حديث روحاني يلامس القلوب ويغذّي الإيمان، أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أن العشر الأوائل من ذي الحجة تمثل فرصة إيمانية عظيمة وموسم تجديد العهد مع الله لا تتكرر، تُفتح فيها أبواب الرحمة، وتُستنهض فيها الهمم للتقرب إلى الله عز وجل، بأفضل الأعمال والطاعات، اقتداءً بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام".

جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "من القلب للقلب" الذي تقدمه الإعلامية إيمان رياض، والمذاع عبر فضائية MBC مصر 2، حيث تناول فضيلة الدكتور أسامة قابيل مكانة هذه الأيام المباركة ودورها في تزكية النفوس وتجديد العهد مع الخالق، في العشر الأوائل من ذي الحجة.

العشر الأوائل من ذي الحجة

أوضح الدكتور أسامة قابيل أن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة لا يقتصر على الحجاج، بل يشمل كل من أراد القرب من الله بصدق نية وصفاء قلب، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "ليشهدوا منافع لهم"، موضحًا أن منافع الحج تمتد لتشمل الأمة كلها، وأن العبد يستطيع أن يعيش روحانية الحج وهو في بيته، من خلال الطاعات والذكر والخشوع.

وأضاف الدكتور أسامة قابيل: "من لم يُكتب له الحج في العشر الأوائل من ذي الحجة، يمكنه أن يحج بقلبه، وأن يطوف بروحه حول معاني الإخلاص، ويقف بعزيمته في عرفات التوبة، ويرمي شهواته في منى الطهارة، ويذبح غروره قربانًا لله".

مكة والمدينة.. بين جلال الألوهية 

وأشار أسامة قابيل إلى الفارق الروحي العميق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، قائلًا: "مكة تمثل جلال الألوهية، فيها الهيبة والخضوع، والرهبة والعظمة. أما المدينة فهي جمال النبوة، فيها السكينة والرحمة، والأنس والمحبة".

وأوضح أن المسلم في هذه الأيام مطالب باستحضار هذين المعنيين في قلبه، حيث يجمع بين الخضوع لله والتأسي برسوله.

رموز للطهر والتجرد والعودة إلى الله

سلّط الدكتور قابيل الضوء على رمزية التلبية التي يرددها الحجاج: "لبيك اللهم لبيك"، مؤكدًا أنها نداء شامل لتحريك القلوب وتذكير النفوس بعهدها مع ربها.

وقال: "الإحرام ليس مجرد لباس أبيض، بل هو تجرد من زخارف الدنيا، ولباس للنقاء والعبودية، وكل مسلم مدعو لعيش هذه الحالة الروحية ولو لم يغادر بيته".

وشبّه هذه الأيام بأنها محطة سنوية لتنقية القلوب، داعيًا الجميع إلى أن يعيشوا الإحرام بمعناه لا بمظهره فقط، وأن يُقبلوا على الله بقلوب خاشعة ونفوس نقية.

<strong>الشيخ أسامة قابيل</strong>
الشيخ أسامة قابيل

كيف نغتنم العشر الأوائل؟ 

قدّم الدكتور قابيل خريطة إيمانية عملية لكيفية اغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، قائلاً: "أكثروا من الذكر والدعاء والاستغفار؛ واظبوا على الصلاة في أوقاتها وأداء السنن؛ لا تنسوا صلة الرحم وبر الوالدين؛ أكثروا من الصدقة والعمل الصالح؛ اجعلوا هذه الأيام فرصة للتوبة وتجديد العلاقة مع الله.

وشدد على أن هذه الأيام ليست مجرد موسم طقوسي، بل فرصة ربانية مفتوحة لتجديد الإيمان، وإعادة ترتيب الأولويات، وتزكية النفس، قائلاً: "العشر الأوائل من ذي الحجة موسم لا يُفوَّت، ومنحة لا تُقدَّر بثمن، فليكن لنا منها نصيب".

تم نسخ الرابط