كريم العمدة: أى اضطراب فى دول الحدود ينعكس على الداخل المصري| خاص

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر كانت ومازالت الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار بليبيا، وعن الأضرار التى تؤثر على مصر قال الخبير الاقتصادى، دكتور كريم العمدة، لـ"نيوز رووم"، أن أى اضطراب فى دول الحدود دائما يؤثر على مصر حتى لو دولة إقليمية وليست حدودية، سرعان ما ينعكس على الداخل المصري، كما حدث في سوريا والسودان، لكن تبقى ليبيا النموذج الأكثر حساسية وخطورة.
الحدود المشتركة
وأضاف إن طول الحدود المشتركة بين مصر وليبيا، والتي تمتد لنحو 1200 كيلومتر، يجعل من أي هزة أمنية داخل الأراضي الليبية تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري، وتعد هذه المساحة المفتوحة تصعب مهمة السيطرة الكاملة عليها، وتفتح المجال أمام تهريب السلع المحظورة والأسلحة والمخدرات، و تسلل العناصر الإرهابية.
التأمين العسكري للحدود
وأكد أن من أبرز التحديات التي تواجه الدولة المصرية في التعامل مع الحدود الغربية، التكلفة الاقتصادية والأمنية لتأمينها، فالعمليات الجوية المستمرة، تمثل عبئا ماليا ضخما، وتشير التقديرات إلى أن هذه الطلعات الجوية المتكررة تستهلك موارد ضخمة من ميزانية الدولة، بما فيها الوقود والصيانة والتجهيزات الفنية، فضلا عن الجهد البشري.
العمالة واللاجئون
وقال إن تداعيات الصراع الليبي لا تقف عند حدود الأمن، بل تمتد إلى الداخل المصري من خلال موجات العودة الجماعية للعمالة المصرية في ليبيا، كما أن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين الليبيين إلى مصر خلق ضغوطا إضافية على البنية التحتية والخدمات العامة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والإسكان.
وأضاف أن أي اضطراب أمني في الإقليم، سواء في دول الجوار أو حتى الدول ذات التأثير الإقليمي غير الحدودي، لا بد أن تكون له ارتدادات داخل مصر.
وكان قد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر الأكثر حرصاً على دعم كافة خطوات التسوية السياسية المطروحة بالملف الليبي، وحرص مصر على الحل الليبي-الليبي.
وجاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وحسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، والسفيرة هيرو مصطفى، سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة، وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية لشئون شمال أفريقيا.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أكد أهمية التوافق على حكومة موحدة تحظى بالمصداقية لدى الليبيين وبدعم سياسي من مجالس النواب والأعلى للدولة والرئاسي، وتكون مهمتها الأساسية إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
وأضاف أن السيسي شدد على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مثمناً الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر للوساطة، ومؤكداً حرص مصر على استمرار هذا التنسيق في المرحلة المقبلة.
فيما أكد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية، حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود المشتركة مع مصر لاستعادة الهدوء الإقليمي، بما يخدم مصالح كافة الأطراف.
ونقل "بولس" تحيات الرئيس "دونالد ترامب" للرئيس السيسي ، وهو ما ثمنه الرئيس، حيث أكد عمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيزها في مختلف المجالات، بما يتفق مع مصالح البلدين.
وتطرق اللقاء أيضاً إلى الأوضاع في لبنان والسودان واليمن، حيث تم التأكيد على الضرورة القصوى لحماية الاستقرار في هذه الدول الشقيقة، والحفاظ على مقدراتها وصون أراضيها وسيادتها، كما تم تناول الأوضاع في القارة الأفريقية، بما في ذلك منطقتا القرن الأفريقي والساحل، وجهود تثبيت دعائم الإستقرار في دول المنطقتين، وتعزيز أدوار الحكومات ومؤسسات الدولة، بما يحقق مصالح شعوبهم.