وصايا الجاسوس.. الموساد يكشف رسالة غير متوقعة من كوهين لزوجته قبل إعدامه

بعد مرور 60 عامًا على إعدام الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في دمشق، أُبلغت أرملته نادية يوم الأحد بنقل آلاف من وثائقه الشخصية وممتلكاته إلى إسرائيل في عملية سرية معقدة.
حلم زوجة إيلي كوهين
وقالت صوفي بن دور، البالغة من العمر 65 عامًا، وهي إحدى أبناء كوهين الثلاثة: "أخذوا والدتي إلى اجتماع مع رئيس الوزراء ورئيس الموساد وأخبروها بالخبر".
وأضافت: "لا تزال تحلم بتحقيق ما ناضلت من أجله طوال حياتها، دفن إيلي كوهين في إسرائيل".
وتتذكر بن دور، التي كانت في الخامسة من عمرها تقريبًا عندما أُعدم والدها، كشفها تدريجيًا لقصته على مر السنين. وقالت: "حتى يومنا هذا، أجمع معلومات متفرقة عن والدي، وهو أيضًا شخصية وطنية بارزة في إسرائيل".
وأضافت؛"هناك الكثير من الخرافات والمعلومات المضللة.. الآن لدينا مصدر آخر للمعرفة تم جلبه إلى هنا. سأقرأه بشغف لمعرفة المزيد عن حقيقية والدى".
وفقًا لبن دور، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومدير الموساد ديفيد برنياع عن الأرشيف لنادية كوهين يوم الأحد.
اقرأ أيضاً: بعد 60 عامًا من إعدامه.. إسرائيل تنتزع أرشيف إيلي كوهين من قلب سوريا
مما يتكون إيلي كوهين
ويتضمن الأرشيف وثائق أصلية ومقتنيات شخصية، مثل وصية كوهين المكتوبة بخط اليد، والتي كُتبت قبل ساعات قليلة من إعدامه - والتي لم تكن متاحة حتى الآن إلا كنسخة.
وقالت بن دور: "لم تخبرنا بالمواد التي جُلبت في هذه العملية المعقدة إلا عندما غادرت الاجتماع وكانت في طريق عودتها من القدس. سأقرأها بتبجيل لأفهم ما مر به والدي.. سأستوعب كل تفصيلة".
وأكدت على إرث إيلي كوهين المزدوج: "من أب وزوج ورجل محب لعائلته، وعلي المستوى الوطني، ساهم في أمن إسرائيل وعمله من أجل الدولة. بالنسبة لي، هذه الوثائق هي جزء آخر من حقيقة والدي".
وقد رحب العميد (احتياط) فرانكو جونين، رئيس مؤسسة إيلي كوهين ومؤسس متحف إيلي كوهين في هرتسليا، بهذا التطور. وقال: "كان هناك شعور سائد بأن شيئًا ما يحدث".


اقرأ أيضا.. الجاسوسية في إسرائيل مبدأ لا يتغير.. مراهق إسرائيلي يتجسس لإيران مقابل المال
ذكرى إعدام إيلي كوهين
يسعدنا أنه في الذكرى الستين لإعدامه، أحضروا الوثائق التي تروي قصته، شعرنا أن هناك شيئًا ما يحدث مع إيلي كوهين، لكننا لم نعرف ما هو بالضبط.
وروي جونين، كيف طلبت نادية كوهين من برنيع الإذن لإحياء الذكرى الستين لوفاة زوجها في المتحف، لكن برنيع طلب منها تأجيل الأمر". "شعرت أن شيئًا ما يُخبئه القدر".
وأضاف؛ "تلقينا اليوم خبر وصول الوثائق، ولا تزال نادية متمسكة بالأمل في أن يُدفن زوجها في إسرائيل. نأمل أن تعيش لترى اليوم الذي تُوارى فيه رفات كوهين، بطل إسرائيل، الثرى أخيرًا".
أرشيف إيلي كوهين
يضم الأرشيف حوالي 2500 قطعة، وثائق وصور فوتوغرافية وممتلكات شخصية - يُنشر معظمها لأول مرة. جمعت المخابرات السورية هذه المواد بعد القبض على كوهين في يناير 1965. وتشمل تسجيلات صوتية وملفات تحقيقات، ورسائل مكتوبة بخط يده إلى عائلته في إسرائيل، وصورًا من فترة عمله متخفيًا في سوريا، وأشياء صودرت من منزله بعد اعتقاله.
ملف برتقالي لـ "نادية كوهين"
ومن بين الملفات العديدة التي عُثر عليها، ملف برتقالي سميك كُتب عليه "نادية كوهين". ويبدو أن المخابرات السورية تتبعت جهودها لتأمين إطلاق سراح زوجها، بما في ذلك رسائل عديدة وجهتها إلى قادة العالم وإلى الرئيس السوري تطالب فيه بإطلاق سراحه.

رسالة إيلي كوهين الأخيرة قبل إعدامه
ومن بين الوثائق أيضًا رسائل شخصية كتبها كوهين لعائلته. في إحدى هذه الرسائل، التي كتبها لزوجته بالعربية بعد أسره وأثناء محاكمته، خاطبها وأطفالهما:
"إلى زوجتي نادية وعائلتي الحبيبة، أكتب إليكم هذه الكلمات الأخيرة وأطلب منكم أن تكونوا على صلة دائمة مع بعضكم، وأرجوكي أن تسامحيني يا ناديا، وأن تهتمي بنفسك وبالأولاد وتحافظى عليهم، وتثقفيهم تثقيفاً كاملاً، وألا تحرمي نفسك أو تحرميهم من شي، وكوني علي صلة دائمة مع أهلي.. ويمكنك الزواج من غيري لكي حتى لا يكبر الأولاد بدون أب، ولكي كامل الحرية في ذلك، وأرجوكي ألا لا تضيعوا وقتكم بالبكاء على الماضي، انظروا دائمًا إلى المستقبل.، وهذه آخر قبلات لي أوجهها إليك وإلى صوفي، وإيريس، إلى شاول، وإلى جميع أفراد العائلة، وخاصةً إلى والدتي أوديت وعائلتها، إلى موريس وعائلته، إلى عزرا وعائلته، وإلى ألبرت وعائلته." لا تنسوا عائلتكم الحبيبة، أرسلوا لهم دعواتي الأخيرة وشوقي، ولا تنسوا الصلاة لروحي ولروح والدي.. إليكم جميعًا، أخر قبلاتي والسلام.