غش وخوف.. طفل الجيزة يختفي بعد تهديد معلمه وله وينام في محل ألعاب إلكترونية

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر منشور يفيد بتغيب أحد الأطفال عن منزل أسرته بمحافظة الجيزة، ما دفع الكثير إلى التعبير عن قلقهم ومطالبتهم بتدخل الجهات المعنية لكشف ملابسات الحادث، إلا أن التحريات الأمنية سرعان ما أسفرت عن تفاصيل مفاجئة كشفت خلفية إنسانية مؤثرة لا تتعلق بجرائم أو اختطاف كما توقع البعض.
فمع تداول المنشور، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة للتأكد من صحة الواقعة، وبالفحص تبين أنه لم يتم تسجيل أي بلاغ رسمي يفيد بتغيب طفل لدى أقسام الشرطة في الجيزة غير أن رجال المباحث تواصلوا مع والد الطفل المذكور – وهو يعمل سائق ويقيم بدائرة قسم شرطة الأهرام – حيث أفاد بأن نجله، وهو طالب في المرحلة الإعدادية، قد اختفى بعد خروجه من أحد المراكز التعليمية.
مفاجأة في واقعة اختفاء طفل
المفاجأة كانت في رواية الأب، إذ أوضح أن المدرس في المركز قام بتعنيف الطفل بسبب قيامه بالغش أثناء الحصة، وهدده بإبلاغ والده بما حدث وهو ما تسبب في شعور الطفل بالخوف من العقاب، فخرج من المركز ولم يعد إلى منزله، وقرر الاختباء بدلاً من مواجهة الموقف.
وأضاف الأب أن نجله عاد في وقت لاحق إلى المنزل، وأوضح أنه قضى ليلته في أحد محلات الألعاب الإلكترونية القريبة من محل سكنهم، دون أن يخبر أحدًا بمكانه الأمر الذي طمأن الأسرة والجهات المعنية، لينتهي الموقف باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من قبل الجهات المختصة.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء على أهمية التعامل التربوي مع الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، وأثر التهديد والعنف اللفظي في دفع الأطفال إلى اتخاذ قرارات خاطئة بدافع الخوف.
كما تبرز أهمية التواصل بين الأسرة والمعلمين في دعم الأطفال وتوعيتهم بالسلوك الصحيح دون ترهيب أو توبيخ قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة.
في النهاية، تنفست الأسرة الصعداء بعد عودة طفلها سالمًا، فيما دعت جهات مجتمعية إلى مراجعة أساليب التربية والتعليم، وتفعيل دور الرقابة الأسرية بشكل مستمر لحماية الأبناء من الانزلاق وراء مخاوف قد تعصف بأمانهم النفسي والجسدي.