عاجل

بعد نصف قرن.. تايلاند تلغي قواعد قصات الشعر الصارمة فى المدارس

بعد نصف قرن.. تايلاند
بعد نصف قرن.. تايلاند تلغي قواعد قصات الشعر

في سابقة تاريخية، ألغت تايلاند قانونًا عمره 50 عامًا كان يفرض على الطلاب قصات الشعر صارمة أثارت جدلاً واسعًا لعقود، في خطوة وصفها نشطاء بأنها انتصار جزئي للحريات الطلابية.

ووفقا لتقرير نشرته شبكة “CNN”  أنه في صباحٍ باكر بمدرسة ثانوية وسط بانكوك، اصطف أكثر من 3600 طالب بزي موحد و قصات الشعر المتطابقة، في مشهد يرمز لسنوات من الانضباط الصارم، في هذا الجو، خضع الطالب “بارامي تشاوفاوانيتش” ، المعروف بلقب "خاو كلونج"، لفحص مفاجئ من قبل المعلمين، انتهى بحلاقة شعره جزئيًا أمام زملائه عقابًا على تجاوزه الطول المسموح.

خاو كلونج، الذي يدرس اليوم في الجامعة، وصف الحادثة بأنها "مهينة"، وقال: "شعرت كأنني أُحول إلى نكتة أمام الجميع"، ورغم مرور سنوات، ما زالت تلك اللحظة تلاحقه نفسيًا، كما يقول.

لكن المشهد بدأ يتغير، في مارس الماضي، أصدرت أعلى محكمة إدارية في تايلاند حكمًا تاريخيًا يقضي بعدم دستورية قواعد وزارة التعليم المتعلقة بتصفيف الشعر، والتي تعود لعام 1975، معتبرةً أنها "تقيد الحرية الشخصية وتضر بالصحة النفسية للطلاب".

ضغط طلابي واستجابة متأخرة

يأتي القرار بعد موجة احتجاجات طلابية انطلقت عام 2020، رفضًا لما وصفه المحتجون بـ"القمع الممنهج داخل المدارس"، رفع الطلاب شعارات مثل "ديكتاتوريتنا الأولى هي المدرسة"، وأسسوا تحالفًا باسم "الطلاب السيئون" طالب بإلغاء القيود الصارمة على المظهر المدرسي.

في إحدى الاحتجاجات، حلقت فتاة شعرها بالكامل أمام وزارة التعليم، في مشهد رمزي أثار تفاعلًا واسعًا، كما علّق المحتجون زيّهم المدرسي على بوابات الوزارة، مطالبين بالحق في ارتداء ما يشاؤون.

استجابت وزارة التعليم جزئيًا عام 2023، بإلغاء القيود على قصات الشعر ، ودعت المعلمين لتوخي الحذر عند فرض العقوبات، لكن الحكم القضائي الأخير يُعد الخطوة الأقوى حتى الآن في هذا الاتجاه.

ثقافة الانضباط العسكري ما زالت حاضرة

تعكس القواعد الصارمة، بحسب خبراء، جذورًا عميقة في الثقافة التايلاندية، حيث يتداخل النظام التعليمي مع إرث الحكم العسكري والتراتبية المجتمعية، يقول الباحث ثونهافيتش ثيتيراتساكول: "في تايلاند، يُربى الطلاب على الطاعة التامة، الانضباط يُعتبر مقياسًا للشخص الصالح".

ولا تقتصر القيود على قصات الشعر فقط، بل تشمل الزي المدرسي، نوع الأحذية، وحتى طريقة ربط الشعر للبنات، ويشير خاو كلونج إلى أنه تعرض سابقًا للضرب من قبل معلمين بسبب "عدم الانضباط".

بين الأمل والقلق

رحّب بعض الطلاب بالقرار القضائي، مثل الطالبة “نيجشايا” البالغة 16 عامًا، التي قالت إن مدرستها أصبحت "أقل تشددًا" فيما يخص قصات الشعر ، وأعربت عن أملها في حرية أكبر في اختيار الملابس.

لكن نشطاء آخرين، مثل خاو كلونج، يحذرون من أن التغيير على الورق لا يعني تنفيذًا فعليًا على الأرض وأضاف: "هناك ثغرات قانونية، وما زلنا نرى مدارس تفرض العقوبات كما في السابق".

ويطالب الخبراء الآن بأن تُمنح المجالس المدرسية المحلية صلاحيات واضحة لتعديل اللوائح بالتشاور مع الطلاب والمجتمع، لكن دون ضمانات فعلية لمشاركة الطلاب في القرار.

مستقبل النقاش مفتوح

بعد خمس سنوات على الحراك الطلابي، هدأت المظاهرات، وتراجع الاهتمام الإعلامي بالقضية، لكن النشطاء يرون أن المعركة لم تنتهِ بعد.

تم نسخ الرابط