إشارة أمريكية.. فانس يناقش المحادثات التجارية مع فون دير لاين في روما

بعد اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الأحد، أعرب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، عن أمله في دفع المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى الأمام؛ كما نقلت "رويترز".
وبعد أن جلس فانس إلى جانب فون دير لاين وميلوني في روما، في أعقاب حفل تنصيب بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، أكد نائب الرئيس الأمريكي أن أوروبا حليف مهم للولايات المتحدة "لكن بالطبع لدينا بعض الخلافات، كما يحدث بين الأصدقاء أحياناً، حول قضايا مثل التجارة".
وقال: "أعتقد أننا سنجري محادثة رائعة، وآمل أن تكون بداية لبعض المفاوضات التجارية، وبعض المزايا التجارية طويلة الأمد بين كل من أوروبا والولايات المتحدة".
وكان البيت الأبيض قد فرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، بالإضافة إلى رسوم أساسية تبلغ 10% على جميع الدول تقريباً، مع فرض رسوم جمركية إضافية مضادة -أي ما يصل إلى 20% في حالة الاتحاد الأوروبي- إذا فشلت المفاوضات خلال فترة تعليق الرسوم 90 يوماً.
حرب الرسوم الجمركية بين ترامب والاتحاد الأوروبي
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية على قطاعات مُصنّعة للسيارات والصلب والألومنيوم في أوروبا. في الثاني من أبريل الماضي، والذي وصفه بـ "يوم التحرير".
في ذلك الإعلان أقر ترامب زيادة حادة في الرسوم الجمركية على جميع الواردات من أوروبا، لكنه خفّضها بعد أسبوع إلى 10% لمدة 90 يوماً لإتاحة المجال للمفاوضات.
وبسبب إحباطها من عدم التزام إدارة ترمب، طرحت بروكسل تعريفات جمركية انتقامية على سلع أمريكية بقيمة 95 مليار يورو.
ثم أبدت الولايات المتحدة استعدادها للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، بشأن التعريفات الجمركية، بعدما توصّلت إلى اتفاق مع الصين لخفض الرسوم على سلع بعضهما البعض، في تهدئة مفاجئة أدت إلى تهدئة حرب تجارية كانت على وشك الاندلاع، وإعادة دعم الأسواق العالمية.
في التصريحات نفسها، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي الأكبر في العالم، إذ تتجاوز قيمتها 1.5 تريليون دولار سنوياً، مضيفة أن الجانبين تبادلا وثائق تفاوضية تحدد مختلف مجالات النقاش في المستقبل.
واعتبرت فون دير لاين أنه "من المهم الآن، وقد تبادلنا الأوراق أن يتعمق خبراؤنا في مناقشة التفاصيل"، مؤكدة أن الأمر الجامع بين الكتلة الأوروبية والولايات المتحدة "هو أننا في النهاية نريد معاً التوصل إلى اتفاق جيد للطرفين"؛ مشيرة إلى أنها لم تتمكن من عقد اجتماع رسمي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ولم تتبادل معه الحديث إلا لفترة وجيزة خلال جنازة البابا فرنسيس الشهر الماضي في الفاتيكان.
وإلى جانب مناقشة الرسوم الجمركية، قالت فون دير لاين إنها تريد أيضاً التحدث مع فانس بشأن أوكرانيا والإنفاق الدفاعي.
إشارة من واشنطن لإنهاء الحرب الجمركية مع أوروبا
وفق ما ذكره 4 دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي لمجلة "بوليتيكو"، بعثت واشنطن رسالة إلى المفوضية الأوروبية "إشارة" على استعدادها للتفاوض لمنع حرب تجارية. ويبدو أن لقاء فانس والزعماء الأوروبيين على هامش تنصيب البابا ليو الرابع عشر، أول تفاعل إيجابي ملموس من إدارة ترمب منذ أن أوقف الجانبان موجة الرسوم الجمركية الانتقامية.
ونقلت المجلة في نسختها الأوروبية عن الدبلوماسيون الأوروبيون، إن الرسالة جاءت رداً على قائمة من التنازلات المحتملة، التي أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديمها بشكل سري.
وقال مسؤولون إن الاتحاد الأوروبي، يبحث عن اتفاق يُخفض الرسوم الجمركية بدرجة أكبر من الاتفاقيات مع بريطانيا أو الصين.
وذكرت "بوليتيكو"، أن الرسالة تأتي بعد أن عرضت المفوضية الأوروبية، الأسبوع الماضي، قائمة من التنازلات المحتملة، بما في ذلك تخفيف القيود التنظيمية وبذل جهود مشتركة للحد من السلع الصينية في السوق المشتركة.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "تكمن المشكلة في غياب التوجيه من الجانب الأمريكي، الذي لطالما طالب بعرض من الاتحاد الأوروبي للتفاوض".