القبر دار لها حرمتها.. أزهري يوجه رسالة لأهالي دبو عوام بالدقهلية |خاص

أكد الشيخ أحمد السيد شقرة الواعظ بالأزهر الشريف، أن أحداث قرية دبو عوام التابعة لمحافظة الدقهلية لا يقرها شرع أو تقبلها الفطرة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان حيًّا وميتًا، وجعل حفظ الأجساد بعد الرحيل من تمام المروءة، ومن دلائل الإيمان، والصلاة والسلام على من علَّمنا سنَّ للكون خُلق الوفاء حتى مع من غيّبهم الثرى؛ فأبان أن كسر عظم الميت ككسره حيًّا.
عدوان صريح على حرمة الموتى
ولفت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» إلى أن ما وقع في قرية دبو عوام من هدمٍ للقبور، ونبشٍ للتراب الذي احتضن أجساد موتى المسلمين، وترك الجثامين مكشوفة في العراء هو منكر شنيع، وعدوان صريح على حرمة الموتى، يندى له جبينُ الشريعة، وتقف له النفس المؤمنة حائرة دامعة.
وقد دلَّت النصوص على أن للموتى حرمةً لا تقل عن حرمة الأحياء، بل ربما كانت أعظم؛ إذ لا ذنب لهم ولا يد في دفع الإيذاء، قال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «كَسْرُ عظم الميت ككسره حيًّا» رواه أبو داود، وابن ماجه. وقال أيضًا: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ» رواه مسلم.
القبر دار لها حرمتها كما للبيوت حرمتها
وأجمع العلماء أن دفن الميت فرض كفاية، وأن نبش القبر لا يجوز إلا لضرورة ملجئة، وبشروطٍ تحفظ الكرامة وتصون الجسد، وقد قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾ [عبس: 21]، أي جعله ذا قبر، لا عُرضةً للكلاب، ولا مأوىً للريح والتراب. وكفى بقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]، حجةً على أن الكرامة تمتد لما بعد الموت، وأن القبر دار لها حرمتها كما للبيوت حرمتها.
وشدد على أن قبور موتانا ليست حجارة تُنقل، بل تاريخٌ مسطور في تراب الأرض، وأمانةٌ في أعناق الأحياء، وسؤالٌ في صحائفهم يوم العرض على الله، فلا تقفوا على القبور كأنكم تقفون على أطلالٍ مهجورة، بل قفوا عليها كما يقف الابن على ثرى أبيه، والجندي على علم بلاده.
وصية للمعتدين على قبر قرية دبو عوام
وصيتي للمتعدين على حرمة القبور: اتقوا الله فيمن لا يملكون الدفاع عن أنفسهم، فدعوة مظلومٍ حيٍّ قد تُمهل، أما صرخة ميت من تحت التراب، فربما يهتز لها عرش الرحمن، وما يُدريك؟!.
وصية لأهل قرية دبو عوام والعائلتين المتنازعتين
وتابع: وصيتي للعائلتين الكريمتين: امضوا في طريق المطالبة بحقوق موتاكم بالحكمة والموعظة الحسنة، واثبتوا على الطريق المشروع، فأنتم في موقف الكرامة لا الخصومة. ووصيتي لأهل القرية جميعًا: اجعلوا من هذا الحدث نداء يقظة، تعيدون به الاعتبار لمقابركم، وتستردون به سكينة أرض احتضنت أحبابكم، فإن إكرام الميت حق حيٌّ لا يسقط بالتقادم.
وشدد على أن القبور ليست حجارةً تُهدم، بل هي بيوت الصمت، وسكنى الأرواح، ومواعظ قائمة بيننا على الدوام. فليتق الله كل من سوَّلت له نفسه النيل من حرمتها، ولينظر كل امرئٍ ماذا قدم لغدٍ... فإن الغدَ قريب.
نزاع عائلات حول ملكية الأرض
كان 7 أشخاص قد قاموا بهدم قبر به 3 أموات من أهالي قرية دبو عوام التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية على خليفة نزاع عائلات حول ملكية الأرض.