الرئيس اللبناني : علاقتنا بواشنطن مستمرة ورفع العقوبات عن سوريا سينعش لبنان

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده تحافظ على علاقات دبلوماسية نشطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى وجود تواصل دائم بين الطرفين بشأن عدة ملفات، أبرزها الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ودعم الجيش اللبناني، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالجنوب اللبناني.
جاءت تصريحات الرئيس اللبناني خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على قناة ON، حيث استعرض جملة من الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على الواقع اللبناني داخليًا وخارجيًا.
تواصل دائم مع واشنطن
أوضح الرئيس عون أن العلاقة مع واشنطن لم تنقطع، وأن هناك اتصالات مستمرة بشأن عدة ملفات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تُعد داعمًا رئيسيًا للجيش اللبناني، وعضوًا فعّالاً في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
كما كشف عن زيارة مرتقبة للمبعوثة الأمريكية الخاصة مورجان أورتاجوس إلى لبنان، مشيرًا إلى أنها تزور لبنان بانتظام، وأن الزيارة القادمة ستتناول ملف الجنوب اللبناني الذي يشهد توترات مستمرة.
الترحيب برفع العقوبات عن سوريا
وفي خطوة تعكس انفتاح لبنان على التحولات الإقليمية، رحّب الرئيس عون بقرار رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدًا أن القرار سيساهم في إنعاش الاقتصاد السوري، ما سيكون له أثر إيجابي مباشر على الاقتصاد اللبناني نظرًا للتشابك بين البلدين.
وأشاد بدور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا الملف، قائلاً: "رفع العقوبات سيعيد الحيوية إلى قطاعات مثل الزراعة، الاتصالات، والمواصلات، التي تربط البلدين جغرافيًا واقتصاديًا"، مضيفًا أن لبنان لا يمكنه الوصول إلى الأردن أو العراق برًا دون المرور عبر الأراضي السورية.
ملف النازحين السوريين
كشف الرئيس اللبناني أن عدد النازحين السوريين في لبنان يقدّر بحوالي 2 مليون نازح، ما يشكّل نحو 40% من إجمالي سكان لبنان، الذين لا يتجاوز عددهم 6 ملايين نسمة.
وشدّد على أن أسباب النزوح قد زالت، مشيرًا إلى أن الدولة اللبنانية تعمل بالتنسيق مع الحكومة السورية والمنظمات الدولية من أجل عودة النازحين الآمنة والطوعية، وقال: "لبنان يتحمل أكبر نسبة نازحين قياسًا بعدد السكان في العالم، وهو عبء اقتصادي واجتماعي غير مسبوق".
ترسيم الحدود مع سوريا
في ما يخص ملف ترسيم الحدود اللبنانية السورية، أوضح الرئيس عون أن لبنان شكّل لجنة مختصة لترسيم الحدود البرية والبحرية، وينتظر تشكيل لجنة مماثلة من الجانب السوري، مؤكدًا أن كافة الحدود البرية بين البلدين تخضع حاليًا لسيطرة الجيش اللبناني.
وأضاف: "قبل عام 2010، كانت مناطق واسعة من الحدود اللبنانية السورية خالية من أي حضور رسمي لبناني، واليوم الوضع تغيّر لصالح الدولة".

تنسيق مستمر
وحول التنسيق مع دمشق، قال عون إنه لم يُبحث بعد تحديد موعد جديد للقاء مع الرئيس السوري بعد لقائهما السابق على هامش قمة القاهرة، لكنه أشار إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زار دمشق مؤخرًا، حيث ناقش مع الرئيس السوري ملفي ترسيم الحدود والتنسيق الأمني.