مركز الأزهر للفتوى: الحج رحلة قلبية وروحية تتوج مسيرة الإيمان|فيديو

تحدث الدكتور السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن المعاني العميقة لـ فريضة الحج، مؤكدًا أنها ليست مجرد انتقال بدني لأداء مناسك محددة، بل هي رحلة قلبية وروحية تتوج مسيرة الإيمان تعبّر عن الشوق إلى الله والحنين إلى بيته الحرام.
جاءت تصريحاته ضمن برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" على شاشة "سي بي سي"، حيث سلّط السيد عرفة الضوء على الجوانب الإيمانية والنفسية لـ فريضة الحج، وبيّن ارتباطها الوثيق بالقلب والنية والتجرد لله.
فريضة الحج رحلة قلبية وروحية
وأكد السيد عرفة أن فريضة الحج تمثل أسمى أشكال التعبير عن حب المؤمن لربه من خلال المناسك، مشيرًا إلى دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام: "فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم"، والذي يُظهر كيف أن الحج يستدعي شوق القلوب قبل حركة الأجساد.
وأضاف السيد عرفة أن المشاعر التي تتولد في قلب المسلم عند رؤية الكعبة لا يمكن وصفها، فهي لحظة تفيض فيها العبرات والدعوات، ويشعر فيها الإنسان بقرب استثنائي من ربه.
موطن الشوق والرهبة
أشار الدكتور عرفة إلى مكانة الكعبة المشرفة في قلب كل مسلم، مستشهدًا بدعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم: :اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وبِرًا ومهابة، وزد من زاره ممن حج أو اعتمر."
وأوضح أن هذه الكلمات تعكس عظمة هذا المقام المقدس، الذي تهفو إليه الأرواح من مشارق الأرض ومغاربها، مشددًا على أن الزائرين يبكون بمجرد رؤيتهم للكعبة، ويلجأون إلى الله بدعوات لا تُقال في أي موضع آخر، لأن القلوب هناك تكون في أسمى حالاتها الروحية.
اكتمال الدين واختبار الإيمان
ووصف عرفة الحج بأنه الركن الوحيد الذي يجمع بين الجسد والمال والنفس، خلافًا لأركان الإسلام الأخرى، مؤكدًا أنه يمثل ختام منظومة الإسلام، كما جاء في قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا"، موضحًا أن الحج يُعدّ إعلانًا نهائيًا للإيمان، وتجسيدًا عمليًا للتضحية والطاعة والنية الصافية.
ولفت عرفة إلى أن الاستطاعة الشرعية لأداء الحج لا تتعلق فقط بالقدرة المالية، بل تشمل كذلك الصحة البدنية والنية القلبية، مؤكدًا أن أداء الحج هو تتويج لمسيرة إيمانية طويلة، وفرصة نادرة لتجديد العهد مع الله، مشيرًا إلى أن المسلم يعود من الحج كما ولدته أمه، بعد أن يُطهّر قلبه وتُغفر ذنوبه، إذا ما أخلص في أدائه وسعى لتقوى الله.

دعوة للتجرد والتقرب من الله
في ختام حديثه، وجّه عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، دعوة للمسلمين بأن ينظروا إلى الحج نظرة تتجاوز الأداء الظاهري للمناسك، نحو فهمٍ أعمق لجوهر هذه الفريضة العظيمة، أن الحج هو لحظة انفصال عن الدنيا واتصال بالآخرة، يخلع فيها المسلم ثيابه، ويتجرد من مظاهر الحياة، ليقف خاضعًا بين يدي ربه، مجددًا العهد، ومُعلنًا التوبة والعودة الصادقة إلى طريق الله.