ويتكوف: إسرائيل ألمحت بإمكانية السماح بدخول المساعدات إلى غزة

صرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن إسرائيل بدأت تُلمح إلى أنها ستسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد أكثر من شهرين ونصف من منعها بشكل شبه كامل، وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وأشار ويتكوف، في مقابلة مع برنامج على قناة ABC الأمريكية، إلى أن هناك مؤشرات أولية من جانب إسرائيل تفيد بإمكانية فتح المجال أمام المساعدات الإنسانية خلال الفترة المقبلة، رغم عدم صدور تأكيد رسمي بهذا الشأن حتى الآن.

ويتكوف: إسرائيل قد تُدخل المساعدات إلى القطاع

وأوضح ويتكوف أن مؤسسة غزة الإنسانية، التي أُنشئت مؤخرًا بتنسيق مباشر مع إسرائيل، بهدف الإشراف على توزيع المساعدات بطريقة تضمن منع حركة حماس من الاستفادة منها، كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تخطط لبدء عملها على الأرض بحلول نهاية الشهر الجاري. 

غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر بعد أي بيان رسمي يؤكد انطلاق عمل هذه المؤسسة.

وأكد المبعوث الأمريكي أن "الجميع يشعرون بقلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "لا يوجد توافق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة"، في إشارة إلى تباينات في الرؤية السياسية بين الجانبين بشأن آلية إدخال المساعدات وتوقيتها.

معضلة لوجستية أم تقييد سياسي؟

ورغم الإقرار بخطورة الوضع، حاول ويتكوف التقليل من الانتقادات الموجهة لإدارة ترامب، بالقول إن "إدخال المساعدات إلى غزة أمر معقد لوجستيًا"، مشيرًا إلى وجود تحديات تتعلق بإيصال الشاحنات، وإنشاء نقاط توزيع آمنة للمساعدات داخل القطاع.

وأضاف: "نحن نعمل على العديد من المبادرات لمعالجة هذه التحديات. هناك شاحنات محمّلة بالدقيق جاهزة على الحدود، ونخطط لإرسال مطابخ متنقلة إلى القطاع قريبًا".

وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، قال ويتكوف: "لا نريد أن نرى أزمة إنسانية، ولن نسمح بحدوثها في عهد الرئيس ترامب".

ويتكوف: إسرائيل قد تُدخل المساعدات إلى القطاع">ويتكوف: إسرائيل قد تُدخل المساعدات إلى القطاع

المنظمات الإنسانية: الأزمة قائمة بالفعل

في المقابل، تؤكد منظمات إغاثية وإنسانية دولية أن الأزمة في غزة بدأت بالفعل منذ أسابيع، مع تراجع حاد في توفر المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والأدوية، وازدياد حالات الوفاة الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.

وكانت تقارير ميدانية قد كشفت عن تدهور حاد في الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع، خاصة مع منع دخول المساعدات الغذائية والطبية، وتعطل عمل المنظمات الإنسانية في توزيع المواد الأساسية، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويرى مراقبون أن "التلميح الإسرائيلي" بالسماح بدخول المساعدات ما يزال غامضًا، ولا يرقى إلى التزام فعلي، خاصة في ظل استمرار الإجراءات الميدانية التي تعيق دخول القوافل الإنسانية، وغياب أي جدول زمني واضح.