إنستجرام وواتساب على طاولة المحكمة.. "ميتا" تحاول النجاة من دعوى الاحتكار

مع انتهاء عرض القضية من جانب لجنة التجارة الفيدرالية، بات مصير شركة "ميتا" – المالكة لفيسبوك – في معركة قضائية ضخمة بشأن ممارسات احتكارية، مرتبطًا بنجاح فريق دفاعها في دحض اتهامات الحكومة الأمريكية.
لجنة التجارة الفيدرالية تختتم عرضها
أنهت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC)، عرض قضيتها ضد شركة "ميتا"، متهمة إياها بممارسة احتكار غير قانوني من خلال استحواذها على تطبيقَي "إنستجرام وواتساب"، وهي الخطوة التي ترى اللجنة أنها أضرت بالتنافس في سوق شبكات التواصل الاجتماعي.
وبات على "ميتا" الآن تقديم أدلتها وشهاداتها الدفاعية أمام القاضي الفيدرالي جيمس بواسبيرج، في جلسات ستستمر على مدى الأسابيع المقبلة في محكمة واشنطن.

"ميتا" تطلب رفض الدعوى
قدمت "ميتا" طلبًا قضائيًا لرفض الدعوى، معتبرة أن الحكومة لم تثبت ادعاءاتها القانونية.
وأكدت الشركة، في مستند رسمي، أن استحواذها على "إنستجرام" و"واتساب" جاء من أجل تطوير الخدمات وتوسيع خيارات المستخدمين، وليس بهدف تقويض المنافسة.
ووفق تقرير نشرته وكالة بلومبرج واطّلعت عليه "موقع نيوز رووم"، قالت "ميتا" إن الاستحواذات تمثل استراتيجية لتحسين قدراتها التنافسية في مواجهة "منافسين شرسين ونشطين" في السوق.
شهادات بارزة في المحاكمة
تضمنت الجلسات السابقة شهادات رئيسية من شخصيات بارزة داخل "ميتا"، أبرزهم مارك زوكربيرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، إلى جانب شيريل ساندبيرغ، الرئيسة السابقة للعمليات، وذلك ضمن سلسلة من الشهادات التي قدمها شهود دفاع وادعاء.
"ميتا" تسيطر على السوق وتتراجع في الجودة
تؤكد لجنة التجارة الفيدرالية أن "ميتا" تحتكر سوق "خدمات الشبكات الاجتماعية الشخصية"، والتي تُعرف بأنها الخدمات التي تُركّز على مشاركة المحتوى مع الأصدقاء والعائلة عبر الإنترنت، وتطالب اللجنة بفصل "إنستغرام" و"واتساب" عن الشركة الأم.
ووفقاً لتصريحات متحدث باسم اللجنة، فقد تم تقديم أكثر من 100 مستند داخلي من "ميتا" لدعم الادعاءات، مشيرًا إلى أن الشركة خفضت من جودة منتجاتها، وأهملت خصوصية المستخدمين، مع الاعتماد على زيادة الإعلانات لتحقيق مليارات الدولارات من الأرباح.
السوق أكبر من تصور الحكومة
من جانبها، تجادل "ميتا" بأن التعريف الذي قدمته لجنة التجارة الفيدرالية للسوق "ضيق للغاية"، ولا يأخذ بعين الاعتبار المنافسين الفعليين، مثل "تيك توك" (من شركة بايت دانس الصينية)، "يوتيوب" (من جوجل)، و"آي ماسج" (من أبل).
وترى الشركة أن مشهد التواصل الاجتماعي تطوّر بشكل كبير، حيث لم يعد المستخدمون يعتمدون فقط على المنصات الاجتماعية التقليدية، بل يستخدمون أيضًا تطبيقات الرسائل ومشاركة الفيديو، بما يجعل السوق أكثر تنوعًا وتعقيدًا.

شهادات من داخل "سناب"
استهلت "ميتا" دفاعها باستدعاء موظفين من شركة "سناب"، المنافس الأساسي الذي تراه لجنة التجارة الفيدرالية ضمن نطاق السوق المستهدف، ومن بين الشهود، جاء سارال جين، رئيس قسم المعلومات في "سناب"، الذي أدلى بشهادة اعتُبرت "سرّية" إلى حد كبير.
ختام مرتقب ومحطة فاصلة في تاريخ "ميتا"
مع استمرار الدفاع خلال الأسابيع المقبلة، تترقب الأوساط القانونية والتكنولوجية القرار القضائي الحاسم، الذي قد يرسم مستقبل "ميتا" ويعيد رسم خريطة المنافسة في سوق شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة في حال أُجبرت الشركة على تفكيك استحواذاتها الكبرى.