عاجل

التسامح والتعايش .. ماذا قال الإسلام عن تهنئة غير المسلمين بعيدهم؟

جانب من زيارة شيخ
جانب من زيارة شيخ الأزهر لتهنئة البابا تواضروس

التسامح والتعايش هو شعار ترفعه الأمة المصرية تزامنًا مع حلولُ أعياد الميلاد المجيدة لدى إخواننا المسيحيين، وشهرِ رجب الفضيلِ عند المسلمين،  حيث يُبرزُ  أكثرَ  من  أيّ  وقتٍ  آخرِ أهميةُ التسامحِ  والعيشِ  المشتركِ  بينَ  أتباعِ  الأديانِ  والثقافاتِ  المختلفةِ.  

فكلا المناسبتينِ  تُجسّدُ  قيمًا  ساميةً  كالتّضحيةِ  والحبّ  والسلامِ،  وتُذكّرُنا  بِأُخُوَّةِ  البشريةِ  ووجوبِ  التعايشِ  السلميِ  بينَ  جميعِ  أبناءِ  العالمِ.  وبمناسبةِ  هذينِ  الحدثينِ  الِمُباركينِ.

حديث الإسلام عن التسامح في القرآن والسنة

وقد حثّ الإسلامُ على  احترامِ  الآخرِ  والتعايشِ  السلميِ  معه،  بغضّ  النظرِ  عن  اختلافِ  معتقدهِ  أو  ثقافتهِ.

ويُظهرُ القرآن الكريم والسنة النبوية  أمثلةً  عديدةً  على  التسامحِ  والعيشِ  المشتركِ  بينَ  المسلمينَ  وغيرِ  المسلمينَ.  فقد  أمرَ  الإسلامُ  بإحسانِ  معاملةِ  الجيرانِ  والمعاملاتِ  النزيهةِ  معَ  جميعِ  الناسِ،  والتعاونِ  معهمِ  في  الخيرِ  والبرِّ.

تهنئة المؤسسة الإسلامية للبابا تواضروس

وفي ترسيخ للتعايش والتسامح جاءت زيارة رأس المؤسسة الدينية الإسلامية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وفدًا يضم وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية لتهنئة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية بعيد الميلاد.

وفي بيان لقيم التعايش والتسامح، قالت دار الإفتاء المصرية الحكمةِ في التعاملِ معَ الاختلافاتِ  الفكريةِ  والثقافيةِ، حيث جاءت راسخة في الإسلام من خلال ما يلي:

التسامح في العقيدة:

الإسلامُ يدعو إلى احترامِ معتقداتِ الآخرين،  حتى وإن اختلفتْ عن معتقداته،  فلا يُجبرُ أحدٌ على اعتناقِ الإسلامِ قسرًا،  بل يُتركُ حرًّا  في اختيارِ دينه.  يقول الله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256].

التسامح في المعاملات:

يُحَثُّ الإسلامُ على  العدلِ  والإنصافِ  في  المعاملاتِ  معَ  الجميع،  سواءٌ  كانوا  مسلمينَ  أو  غيرَ  مسلمينَ.  ويُشدّدُ  على  أهميةِ  الوفاءِ  بالعقودِ  والتعاملِ  بالأمانةِ  والصدقِ.

التسامح في التعامل مع أهل الكتاب:

يُبيّنُ القرآنُ  الكريمُ  أحكامًا  خاصةً  بالعاملِ  معَ  أهلِ  الكتابِ (اليهودِ  والنصارى)،  ويُحَثُّ  على  التعاملِ  معهمِ  بِالبرِّ  والإحسانِ  والمعاملةِ  النزيهةِ،  ما  داموا  لا  يُقاتلونَ  المسلمينَ  ولا  يُخرجونَهم  من  ديارِهم.  قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

التسامح في الجوار:  

يُؤكّدُ الإسلامُ  على  أهميةِ  إحسانِ  معاملةِ  الجيرانِ،  سواءٌ  كانوا  مسلمينَ  أو  غيرَ  مسلمينَ،  وذلكَ  من  أجلِ  تعزيزِ  التعايشِ  السلميِ  والمحبةِ  بينَ  أفرادِ  المجتمعِ.

التسامح في الحوار:  

يُشجّعُ الإسلامُ  على  الحوارِ  البنّاءِ  معَ  أصحابِ  الدياناتِ  والأفكارِ  المختلفةِ،  بِروحٍ  من  الاحترامِ  والتقديرِ،  سعيًا  إلى  التفاهمِ  وإيجادِ  نقاطِ  التلاقيِ.

وشددت على أنّ  التسامح  في  الإسلامِ  ليسَ  ضعفًا  أو  تنازلًا،  بل  هوَ  قوةٌ  وتوازنٌ،  وهوَ  من  أهمّ  عواملِ  بناءِ  المجتمعاتِ  السلميةِ  المزدهرةِ.  وهو  نهجٌ  يُسهمُ  في  تعزيزِ  التعايشِ  السلميِ  بينَ  جميعِ  أبناءِ  الأمةِ  الإنسانيةِ.

تم نسخ الرابط