عاجل

ما هو الاستماع الفعّال بين الأزواج.. وكيف يغيّر العلاقات للأفضل؟

الاستماع الفعّال
الاستماع الفعّال بين الأزواج

تعرف جامعة هارفارد (كلية التعليم) الاستماع الفعال بأنه «إدراك واعٍ لكلٍّ من المعنى العاطفي والمعرفي للكلام مع إظهار اهتمام سلوكي واضح»، تشدد الدراسات الأجنبية على أن هذه المهارة تُضاعف مستويات الثقة والحميميّة؛ إذ يشعر الطرف المتكلّم بأنّ صوته مسموع بلا أحكام، ما يخفض سوء الفهم ويسرع حل النزاعات، بحث صادر عن Journal of Marriage & Family يؤكد أن الأزواج الذين يتدربون على الاستماع الفعال يسجلون رضاً زوجيًّا أعلى بـ 38 % مقارنة بمن يكتفون بالإنصات التقليدي.

تقنيات الاستماع الفعال بين الأزواج

انعكاس المشاعر (Emotion Mirroring): توصي ورقة لمعهد Gottman بإعادة صياغة الجوهر العاطفي، مثل: «يبدو أنّك متوتّر لأن…»؛ بذلك يرى الشريك أنّك التقطت شعوره لا كلماته فحسب.

الأسئلة الاستكشافية المفتوحة: توصي أبحاث University of Nevada بطرح «كيف» و«ما الذي» بدلاً من أسئلة نعم/لا؛ ما يوسّع الحوار.

مهلة الثانيتين: تُظهر دراسات Michigan State أنّ انتظار ثانيتين بعد انتهاء حديث الشريك يمنح الدماغ وقتًا لمعالجة الرسالة ويُقلّل المقاطعات بنسبة 22 %.

كيف تتغلب على عوائق الاستماع في العلاقة الزوجية؟

التشتت الرقمي: يقترح مركز Pew Research إطفاء الإشعارات أو وضع الهاتف في غرفة أخرى أثناء الحوار؛ فالضوضاء الرقمية تُسقط معدّل الاحتفاظ بالمعلومة إلى 50 %.

الأحكام المسبقة: يوصي برنامج PREP للإرشاد الزواجي بتبني «عقليّة الفضول» بدل وضعية الدفاع؛ دوّن افتراضاتك ثم اختبرها بسؤال مفتوح.

الإرهاق: دراسة Sleep Foundation تبيّن أنّ قلة النوم تخفّض القدرة على الانتباه السمعي 30 %، لذا، أجّل النقاشات المهمّة إلى وقت راحة.

التصعيد العاطفي: تقنية «استراحة 20 دقيقة» التي تنصح بها Mayo Clinic تساعد في خفض الكورتيزول، ما يعيد قدرة الدماغ على المعالجة الهادئة.

تطبيقات عملية لتعزيز مهارات الاستماع

تمرين الخمس دقائق: خصصا يوميًّا خمس دقائق يتحدث فيها أحدكما دون مقاطعة، ثم يلخص الآخر ما فهمه ويسأل: «هل هذا دقيق؟».

دفتر المشاعر الأسبوعي: دون كل منكما مشاعره حول حدثٍ بارز، ثم شاركها في نهاية الأسبوع مع أسئلة تعاطف مثل «كيف يمكنني دعمك؟».

إشارة صامتة: اتفقا على إيماءة لطيفة – كلمسة على القلب – للتنبيه عند الشعور بعدم الإصغاء، ما يمنع التوتر الفوري.

جلسة الأسئلة الفضولية: مرة أسبوعيًّا، اطرح ثلاثة أسئلة مفتوحة عن يوم شريكك وامتنع عن التعليق أثناء الإجابة؛ هذا يحوّل الافتراض إلى فضول إيجابي.

إن دمج هذه التقنيات الموثقة في أدبيات علم النفس الأسري يحوّل الاستماع الفعّال من مفهوم نظري إلى روتين يومي يزرع الثقة، ويُضيء مسار التفاهم، ويُعزّز استقرار العلاقة الزوجية.

تم نسخ الرابط