عاجل

عزرائيل.. صوفي من أهل المحبة والخيرات أحبه الناس وحزنوا لفراقه|خاص

الشيخ محمود عزرائيل
الشيخ محمود عزرائيل

الشيخ محمود عزرائيل رجل من رجال الله الذين تركوا أثرا طيبا بعد رحيله، هذا الأثر كان نتاج أعمال خير كثيرة عرف بها الشيخ محمود عزرائيل المنتمي للطريقة الرفاعية،والتي كان يفخر بالانتماء إليها ولأهل الله.

لقبه جده الأكبر بـ «عزرائيل» موطنهم ونشأتهم كانت في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، تلك المدينة العريقة التي دخلها الإسلام منذ بداياته، واحتضنت أول مسجد في مصر، ومر بها الصحابة الكرام، ونزلت بها السيدة مريم وابنها عيسى عليه السلام، كما مر بها الرأس الشريف للإمام الحسين، والسيدة زينب ومن معها من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هناك.

في أحد أزقّتها الهادئة، وُلد الشيخ محمود عزرائيل الذي ينتمي إلى عائلة صوفية معروفة، فجده الشيخ محمود نور الدين عزرائيل كان من أهل الله، له كرامات وأحوال عرفها أهل بلبيس، فبنوا له ضريحًا بعد وفاته، وجعلوه مزارًا مباركًا. أما والده الشيخ مسعد عزرائيل، فكان رجلًا بسيطًا، عطوفًا، يعلّم الناس ويخدمهم، ودفن بجوار أبيه.

رجل أحبه الناس

وقال الباحث الصوفي مصطفى زايد في تصريح« لـ نيوز رووم» جاء الشيخ محمود عزرائيل الحفيد، يحمل اسم جده وصفات أبيه. لم يكن غنيًا ولا صاحب جاه، لكنه كان غنيًّا بحب الناس وطيب قلبه. كان يقف بنفسه في الساحة، يطبخ للفقراء، ويسأل عن المحتاجين، ويهتم بكل من يدخل المكان وكأنه واحد من أهله. كانت ساحة آل عزرائيل مفتوحة للجميع، من دون تفرقة، يتعلم فيها الناس معنى الرحمة والبساطة.

أضاف، كان يقف كل جمعة أمام ضريح جده وأبيه، يقرأ الفاتحة، ويقيم حضرة صوفية ويدعو مع الناس، ويذكرهم بالله والمحبة. وإذا سأله أحد عن الساحة، كان يرد ببساطة:"دي مش بتاعتي... دي ساحة ربنا... بيت الغريب والمحتاج."

وفي أحد أيام الجمعة، وبينما كان يحمل أكياس الخضار ليعد الطعام كما اعتاد، رحل الشيخ محمود إلى ربه. خرجت مدينة بلبيس كلها لتودعه، كبارها وصغارها، حتى من كانوا يختلفون معه، لأنهم عرفوا أن القلوب الصافية لا تُنسى، وأن من يخدم الناس بصدق يظل حيًّا فيهم بعد موته، ودفن الشيخ محمود عزرائيل بجوار جده وأبوه فى نفس الضريح. 

أضاف «زايد»: وإلى اليوم، ما زالت ساحة آل عزرائيل قائمة، تُفتح أبوابها كل يوم، تضيء بنور الذين أحبوا الناس وخدموهم، وتذكّر كل من يمر بها أن المحبة أبقى من المال، وأن الخير لا يموت.

تم نسخ الرابط