انتصر الأمل على الحديد.. جراحة دقيقة تنقذ طفلًا اخترق سيخ رقبته وفكه بسوهاج

في لحظات تحوّل لعب بريء على سطح منزل أسرته بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج إلى مشهد مأساوي كاد أن يودي بحياة طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، بعدما سقط بشكل مفاجئ واخترق سيخ حديدي رقبته وخرج من فكه من الجهة الأخرى، في إصابة وصفها الأطباء بالنادرة والمعقدة للغاية.
لم تكن أسرة الطفل الذي تعرض لهذه الإصابة الخطيرة تدري أن لحظات المرح ستنقلب إلى فزع وخوف لا تتحمله العقول، حين سقط طفلهم من أعلى سطح المسكن ليتعرض لحادث مروع، جعل أفراد الأسرة يسابقون الزمن في محاولة إنقاذه ووقف النزيف الذي يندفع وكأنه نافورة من رقبته وفمه، حيث الدماء تغطي ملامحه، والسيخ المعدني يخترق جسده في مشهد مروع.
لحظات من الرعب عاشتها الأسرة التي كادت أن تفقد صوابها أمام هذا المشهد القاسي، قبل أن تتشبث بالأمل وتسرع إلى مستشفى سوهاج الجامعي، المعروف بقدراته الطبية العالية واستعداداته الطارئة.
وصول الحالة لمستشفى سوهاج الجامعي في حالة خطيرة
استقبل مستشفى سوهاج الجامعي الحالة في وضع حرج للغاية، حيث كان السيخ يهدد أهم ممرات الحياة في الجسم، وهو مجرى التنفس والأوعية الدموية الرئيسية في الرقبة، وعلى الفور، تحركت أقسام الطوارئ، والتخدير، والأنف والأذن، والوجه والفكين في تنسيق سريع ودقيق لإنقاذ حياة الطفل، تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين.
وفي تدخل عاجل، تم إجراء شق حنجري لضمان استمرار التنفس، وهي خطوة حاسمة أنقذت حياة الطفل من اختناق مؤكد، قبل أن يُنقل إلى غرفة العمليات حيث بدأت معركة طبية استمرت أكثر من خمس ساعات.
عملية دقيقة ومعقدة
العملية التي أجراها الفريق الطبي تُعد واحدة من العمليات المعقدة والدقيقة التي أُجريت في مستشفى سوهاج الجامعي في الفترة الأخيرة، ليس فقط بسبب خطورة الإصابة، بل لأن أي خطأ بسيط كان كفيلًا بفقدان الطفل لحياته.
وبعد 5 ساعات نجح الفريق الطبي والفريق المساعد في إزالة السيخ الحديدي دون التسبب في أي ضرر إضافي، كما تم إصلاح الجرح القطعي في الرقبة والفك، وتثبيت الأسنان التي تضررت جراء الحادث، وعاد الطفل من جديد للحياة.
الطفل يعود للحياة
واليوم، يلتقط الطفل أنفاسه من جديد، وسط نظرات ممتنة من أسرته التي لم تصدق أن هذا الكابوس قد انتهى بسلام، ورجع الفضل في هذه النهاية السعيدة إلى الكفاءة الطبية العالية والتجهيزات المتقدمة بمستشفى سوهاج الجامعي، الذي يؤكد باستمرار مكانته كحصن طبي منيع يخدم أهالي الصعيد وليس أبناء محافظة سوهاج بكل كفاءة وإنسانية.
إشادة رئيس جامعة سوهاج بهذه النجاح
من جهته قال الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، إن هذا النجاح يعكس مدى كفاءة وجاهزية الفرق الطبية داخل المستشفى الجامعي، مؤكدًا على أن الجامعة تولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير المنظومة الصحية ودعم الكوادر الطبية فى التعامل مع الحالات الحرجة، وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة.