«مغص أو جوع أو تغيير حفاضة».. أسباب بكاء الطفل المستمر قبل النوم

يعتبر بكاء الطفل ما هو إلا رد فعل يصدر منه بشكل طبيعي في أي وقت كنوع من أنواع التعبير عن احتياجاته أو مشاعره التي لا يمكن إيصالها أو توضيحها لمن حوله؛ نظرًا لصغر عمره وعدم قدرته على الكلام لذلك البكاء هو الوسيلة الوحيدة المستخدمه منه إلى أمه ولا يوجد أي تواصل أخر.

أسباب بكاء الطفل المستمر قبل النوم

وبكاء الطفل من الأمور الطبيعية التي يقوم بها الرضيع بشكل يومي وطوال الوقت وخاصة عند النوم، حيث تشير الدراسات العلمية بأن مدة الصراخ تصل ما بين 1 إلى 4 ساعات يوميًا وهذا المعدل الطبيعي؛ كما يعتقد أن بكاء الطفل من الأمور الصحية له بهدف تعزيز قدراته على النوم مع مرور السنوات، وفي حال التعامل معه بشكل صحيح ينتهي بتعزيز صحة وتطور الطفل.

ما هي أسباب بكاء الطفل؟

يعتبر بكاء الطفل من الأمور الصعبة والمزعجة للأباء والأمهات وخاصُة في الساعات الليلية المتأخرة، نظرًا لأن الأبوين في بعض الأحيان يحتاجون إلى قسط من الراحة والهدوء والسكينة بعد قضاء وقت طويل في العمل، وليس كل الصراخات التي يصدرها الرضيع هو مجرد إزعاج فقط، بل من ممكن أن تكون إشارات منه كدليل على اقتراب موعد نومه.

بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يكون هناك أمر صعب يستدعي الاستشارة الطبية السريعة، أو في حال تكرار بكاء الطفل على فترات طويلة بمدار اليوم ففي تلك اللحظة يوجد سبب يجبر الرضيع على البكاء بشكل مستمر، ولابد من التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن.

وتأتي أسباب بكاء الطفل على 3 أشكال مختلفة، وهم كالتالي:-

أولًا.. بكاء الطفل أثناء الدخول إلى النوم

تعتبر الفترات الأولى في حياة الرضيع وتحديدًا الـ 3 أشهر الأولي من الفترات العمرية التي يستمر بكاء الطفل بها ما بين 14 ساعة وحتى 17 ساعة وهذه المده هي أمر طبيعي؛ إذ تساعد هذه الفترة الزمنية من الصراخ على تكييف أجهزة جسمه المختلفة في التكييف مع العالم الخارجي المختلف عن حياته أثناء تواجده بداخل بطن أمه خلال فترة الحمل.

وتعد هذه الفترة من عمر الرضيع من الفترات التي تشكل إزعاج وتوتر للأبوين، ليس بسبب بكاء الطفل فقط بل لفترات نومه المتقطعة التي لا تستمر للـ8 ساعات أو ليلة كاملة متواصلة، ولكن سيتم فترة تواصل نومه عندما يبلغ عمره نحو الـ4 أشهر وحتى الـ 6 أشهر وحينها تقل صراخاته، وذلك لقدرته في هذه الفترة العمرية في التعبير عن حاجته للطعام أو تغيير الحفاضة الخاصة به.

وهناك أسباب أخرى تتسبب في بكاء الطفل قبل خلوده إلى النوم، وهم كالتالي :-

1- من الممكن الشعور بـ«غازات المعدة» نتيجة دخول نسبة هواء أثناء رضاعته إلى الجهاز الهضمي، مما يسبب إزعاج كبير وبكاء الطفل بشكل هستيري بعد إنتهائه من الرضاعة مباشرًة.

2- بكاء الطفل ما هي إلا إشارة عن ما يريده، ومن الممكن أن تكون دليل قوي على الشعور بـ«الجوع» وهذا عادة ما يحدث عند حديثي الولادة بسبب صغر حجم المعدة؛ لذلك يحتاج إلى الرضاعة على فترات متقاربة، ويعتبر هذا السبب من الأسباب الأكثر شيوعًا لبكاء الطفل.

3- عليكي بـ«تغيير الحفاضة » على فترات متقاربة حفاظًا عليه وحمايته من الإلتهابات والإحمرار والطفح الجلدي، حيث تعتبر هذه الخطوه ثاني الأسباب الأكثر شيوعًا في سبب بكاء الطفل هستيريًا واصطحابه بألم جسدي؛ لذلك لابد من الالتزام بها.

4- أحيانًا نتبع الخطوات الخاصة بـ«الجوع، وتغيير الحفاضة، وغازات المعدة» ولكن يستمر بكاء الطفل دون معرفة السبب، لكن في هذه الحالة من الممكن أن يكون الرضيع بيعاني من «الإمساك» وهذا عادة ما يحدث للرضع الذين يشربون الحليب الصناعي.

5- بكاء الطفل من الممكن أن ينتج عن وجود «مغص» وهذا عادة ما يحدث عند أغلب الرضع التي تتراوح أعمارهم من 3 أسابيع وحتى 5 أشهر، حيث يتسبب هذا الألم في استمرار الصراخ قبل النوم لأكثر من 3 ساعات وفي هذه الحالة يأتي على شكل نوبات تحدث في الأغلب من الساعات الليلية.

6- من أصعب اللحظات التي تمر على الرضع وخاصة التي تتراوح أعمارهم من 3 أشهر وحتى 12 شهر هي فترة «التسنين»، حيث تبدأ بها نمو الأسنان مما تتسبب في إحمرار اللثة، وارتفاع بسيط في درجات حرارة الجسم، وزيادة سيلان اللعاب من الفم، كل هذه الأسباب تصاحبها ألم وبكاء مستمر لساعات طولية.

7- قد تتسبب «الملابس غير المريحة، أو الثقيلة أو الخشن» في الشعور بعدم الراحة وحينها يبدء بكاء الطفل قبل النوم وخاصًة عند الأطفال ذوي البشرة الحساسة.

8- عليك بمراقبة رضيعك طوال الوقت ومن كافة الجوانب، حيث من الممكن أن بكاء الطفل قد يعني شعوره بـ«ألم في الأذن» يصاحبها ارتفاع في درجات حرارة الجسم ووجود سوائل من أذنيه، وفي هذه الحالة عليك باستشارة الطبيب دون تأخير لاستبعاد وجود التهابات أصيبت الأذن الوسطى.

ثانيًا.. بكاء الطفل بسبب طاقة زائدة

من الممكن أن يكون سبب بكاء الطفل والشعور بفرط حركة ما بين اليوم والأخر من الأسباب الواضحة بأن الرضيع يتخلص من الطاقة الزائدة التي يشعر بها قبل خلوده إلى النوم، إذ تعتبر هذه الخطوة من خطوات تفريغ طاقته استعدادًا للنوم دون وجود حاجة ملحة من أمه سواء أكان للطعام أو الرضاعة.

طرق علاج بكاء الطفل  

1- في حالة طفلك يعاني من البكاء بعد الرضاعة فهذا بسبب وجود غازات، وهنا عليكي بحمل رضيعك بشكل عمودي ثم الضرب برفق ولين على ظهره حتى يتم التجشؤ.

2- تغيير الحفاضات بشكل مستمر وعلى فترات متقاربة، بالإضافة إلى استخدام مستحضرات موضعية متخصصة في وقاية الرضيع من التهابات الحفاضة في حال وجودها.

3- عليكي باستخدام الحليب الصناعي إلى طفلك الرضيع في حال وجود ارتجاع أو انتفاخ أو إمساك، ولكن تلك الخطوة ستطبق بعد استشارة الطبيب الخاص بك.

4- عليكي باستخدام المستحضرات الموضعية المتخصصة بتسكين ألم اللثة إلى طفلك سواء أكان «جل، أو شراب»، ولكن تلك الخطوة ستطبق بعد استشارة طبيبك الخاص.

5- عليكي باختيار الملابس المناسبة لطفلك لشعوره بالراحة وتقليل بكاؤه، وحتى لا تتسبب له الحساسية التي تزعجه أثناء النوم.

اعتقادات خاطئة بشأن بكاء الطفل 

1- كثرة بكاء الطفل «مفيد للرئة»، ولكن هذا ليس صحيح بل تساعد على رفع ضغط الدم، وسرعة دقات القلب، بالإضافة إلى تقليل نسبة الأكسجين من الدم.

2- «ضرب الطفل والصراخ في وجهه ليهدء من البكاء» ولكن يجب ألا تقومي بهذه الخطوة تجاه رضيعك عتحت أي مسمى لأنه من الممكن أن يكون بحاجة وهذا هو دليل التواصل معك كما ذكرنا في الفقرات السابقة.

3- «حمل الطفل أثناء البكاء يعني الدلال»، ولكن هذه المقوله من الأقوال غير المحبذة لأن هذا في حقيقة الأمر يشعره بالأمان والرعاية التي يفقدها وقت بكاؤه.

4- «بكاء الطفل أمر طبيعي»، ولكن لا هذا يعني أنه بحاجة إلى استشارة طبيب في أسرع وقت لأنه يعاني من شيء ما.