بكاء الطفل المستمر.. ماهي أسبابه ومتى يستدعي القلق؟

بكاء الطفل المستمر يُعد وسيلة الاتصال الوحيدة التي يملكها للتعبير عن احتياجاته أو انزعاجه، خصوصًا في أشهره الأولى. في معظم الأحيان، لا يشير البكاء إلى مشكلة خطيرة، بل يكون مجرد علامة على الجوع، أو التعب، أو الرغبة في تغيير الحفاض، أو حتى الحاجة إلى الحضن والشعور بالأمان. إلا أن استمرار البكاء لفترات طويلة قد يُثير قلق الوالدين، ويدفعهم للتساؤل: هل هناك ما يستدعي القلق الطبي؟
أسباب بكاء الطفل
قال الدكتور عماد الزيني، استشاري طب الأطفال، في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، إن بكاء الطفل قد يكون ناتجًا عن أسباب عضوية يجب الانتباه لها، مثل الغازات والمغص، أو الارتجاع المريئي، أو التهابات الأذن، أو التحسس من بعض أنواع الحليب الصناعي. وفي بعض الحالات، قد يُشير البكاء المتكرر والمفاجئ إلى إصابة الطفل بمرض ما، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو ألم في البطن. لذلك، من المهم مراقبة الأعراض المصاحبة للبكاء، مثل صعوبة التنفس، أو القيء، أو الطفح الجلدي، لأن هذه العلامات قد تتطلب زيارة عاجلة للطبيب.

بكاء الطفل المستمر لا يرتبط دائمًا بأسباب جسدية فقط، فقد يكون ناتجًا عن تحفيز زائد، أو ضوضاء مزعجة، أو بيئة غير مريحة. الأطفال بطبيعتهم حساسون جدًا للأصوات والضوء والحركة، وقد يلجأون للبكاء كوسيلة للرفض أو التعبير عن التوتر. كما أن بعض الأطفال يعانون من ما يُعرف بـ"نوبات البكاء المسائية" التي تكون شائعة في الأسابيع الأولى، وتزول مع مرور الوقت. في هذه الحالات، قد يساعد التهدئة بالحمل، أو التأرجح الخفيف، أو الغناء، أو إعطاء الطفل حمامًا دافئًا على تهدئة أعصابه.
كيف تتعامل الأم مع بكاء الطفل؟
بكاء الطفل قد يرتبط أيضًا بالجوع العاطفي، خاصة إذا كان يبكي بعد الرضاعة وتغيير الحفاض، دون أسباب واضحة. في هذه الحالة، يحتاج الطفل إلى احتضان ودفء وشعور بالأمان، لأن الرضيع يدرك مشاعر أمه سريعًا، وقد يبكي بحثًا عن الطمأنينة والحنان. من المهم أن تُدرك الأسرة أن البكاء في حد ذاته لا يعني أن هناك خللًا، بل هو أداة للتعبير يجب فهمها والتعامل معها بصبر وحنان.
متى يستدعي بكاء الطفل القلق؟
يظل بكاء الطفل سلوكًا طبيعيًا في معظم الأحوال، لكنه يستوجب الانتباه حين يصاحبه علامات غير معتادة. وإذا شعر الأهل بالقلق من كثرة البكاء دون أسباب واضحة، فإن استشارة الطبيب تظل الخطوة الأهم لتأكيد سلامة الطفل وطمأنة الأسرة. المفتاح هو مزيج من الفهم والهدوء، لتلبية احتياجات الطفل بحب ووعي.