ترامب يستعيد شعبيته بين جيل الألفية رغم تراجعها بين الشباب

شهدت شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقلبات ملحوظة بين فئات الناخبين الشباب، حيث سجلت استطلاعات الرأي الأخيرة انتعاشًا مفاجئًا في تأييده بين جيل الألفية، تحديدًا في الفئة العمرية 30-44 عامًا، بينما تراجعت شعبيته بشكل حاد بين الشباب دون سن الثلاثين. يثير هذا التحول الدراماتيكي تساؤلات حول مستقبل الدعم الشبابي لترامب، وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي الأمريكي، وفقًا لتقرير "Newsweek". 

انتفاضة جيل الألفية: تحول غير متوقع

وفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة  "YouGov"ارتفعت نسبة تأييد ترامب بين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 عامًا إلى 46% في مايو، بعد أن كانت 38% في أبريل. وتمثل هذه الزيادة البالغة ثماني نقاط أكبر زيادة شهرية مسجلة لأي فئة سكانية في الاستطلاع. وتعتبر هذه الفئة العمرية حاسمة بالنسبة لترامب، حيث يمثل جيل الألفية أكبر كتلة ناخبة في الولايات المتحدة. أي زيادة في دعمه بينهم يمكن أن تعزز نفوذه السياسي وتؤثر على نتائج انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 وما بعدها. كما يعزز الخبراء هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها التغيرات الاقتصادية، وتأثير بعض القرارات السياسية الأخيرة لترامب، بالإضافة إلى ظهور بوادر لضعف البدائل الديمقراطية.

تراجع حاد بين الشباب: إشارات مقلقة لحملة ترامب

في المقابل، شهدت شعبية ترامب تراجعًا حادًا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا. فبعد أن حصل على 47% من أصوات هذه الفئة في انتخابات 2024، انخفضت نسبة تأييده إلى 35% في مايو، مقارنة بـ 44% في مارس. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى أن الشباب يميلون إلى الاستجابة للقضايا أكثر من الولاءات الحزبية، وأن تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول القضايا الخلافية قد أثارت استياءهم. بالإضافة إلى ذلك، يتأثر الشباب بشكل غير متناسب بالصعوبات الاقتصادية وعدم اليقين، مما قد يؤثر على دعمهم لترامب.

 صرح خبير السلوك السياسي للشباب وأستاذ في جامعة موناش بأستراليا لوكاس والش، لمجلة نيوزويك: "قد يُعزى تراجع الدعم بين الناخبين الشباب إلى أن الكثيرين منهم يستجيبون للقضايا بدلاً من الولاءات الحزبية. فمنذ الانتخابات، قد تُثبط تصريحات ترامب المُذهلة حول القضايا الخلافية عزيمة الناخبين الشباب."

استقرار بين كبار السن: قاعدة دعم راسخة

على النقيض من ذلك، لا يزال دعم ترامب بين كبار السن الأمريكيين ثابتًا إلى حد كبير. فقد منح الناخبون الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عامًا ترامب نسبة موافقة بلغت 47% في الاستطلاع الأخير، بينما استقرت نسبة موافقته بين من تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر عند 45%. ويشكل هذا الاستقرار قاعدة دعم قوية لترامب، حيث يميل كبار السن تقليديًا إلى الجمهوريين ويصوتون بمعدلات أعلى. يضمن هذا الاستقرار لترامب قاعدة تصويتية ثابتة، في ظل التقلبات بين الفئات العمرية الأصغر.

تقلبات مستقبلية: عوامل مؤثرة على الشعبية

من المتوقع أن تشهد شعبية ترامب بين جيل الألفية تقلبات في الأسابيع المقبلة، اعتمادًا على نتائج الأحداث الرئيسية، مثل المفاوضات في الحرب الروسية الأوكرانية، وتطورات وضع التعريفات الجمركية، والمخاوف من الركود. ويرى الخبراء أن جيل الألفية فئة أكثر تشتتًا وتقلبًا سياسيًا، وأن الاتجاهات الحالية قد تكون مدفوعة بغياب بدائل ديمقراطية موثوقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة ترامب على الوصول إلى شرائح الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتنوع رسائله، يجعل من الصعب التنبؤ الدقيق بأنماط التصويت.