عاجل

اكتشاف جديد يربط بين اضطراب فرط الحركة وخلل الغدد الليمفاوية لدى البالغين

اضطراب فرط الحركة
اضطراب فرط الحركة وخلل الغدد الليمفاوية

وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية، أن البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يُظهرون علامات خلل في الجهاز الليمفاوي، والذي قد يكون مرتبطًا بصعوباتهم الإدراكية. 

وتشير النتائج إلى أن الاضطرابات في نظام التخلص من الفضلات في الدماغ قد تُفسر بعض مشاكل الذاكرة والانتباه المستمرة التي تُلاحظ لدى البالغين المصابين بهذه الحالة.

اضطراب نقص الانتباه (ADHD)

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو اضطراب نمائي عصبي شائع يتميز بأعراض عدم الانتباه والاندفاع وفرط النشاط. ورغم أنه غالبًا ما يُشخص في مرحلة الطفولة، إلا أن العديد من الأشخاص يستمرون في المعاناة من أعراضه حتى مرحلة البلوغ. 

كما يمكن أن يؤثر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على العمل والعلاقات والوظائف اليومية لدى البالغين، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بمشاكل إدراكية مثل النسيان وصعوبة الحفاظ على التركيز. وعلى الرغم من أن الأعراض السلوكية تُدرس على نطاق واسع، إلا أن الآليات البيولوجية الكامنة وراء اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى البالغين لا تزال غير مفهومة بشكل كافٍ.

يُعد الجهاز الليمفاوي أحد المجالات التي تحظى باهتمام متزايد بين العلماء، وهو شبكة تساعد على التخلص من الفضلات من الدماغ. يعمل هذا النظام بشكل رئيسي أثناء النوم العميق ويستخدم السائل النخاعي لطرد المواد الضارة.وقد رُبطت مشاكل وظيفة الجهاز الليمفاوي باضطرابات دماغية أخرى، مثل مرض الزهايمر. 

ومع ذلك، لا يُعرف الكثير عن دوره في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وخاصةً لدى البالغين. أراد الباحثون في هذه الدراسة استكشاف ما إذا كانت التغيرات في وظيفة الجهاز اللمفاوي تُساعد في تفسير الاختلالات الإدراكية المرتبطة بهذه الحالة.

تحليل بيانات تصوير الدماغ والبيانات المعرفية

لتحقيق ذلك، حلل الفريق بيانات تصوير الدماغ والبيانات المعرفية لـ 41 بالغًا مُشخَّصًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقارنوها بـ 108 بالغين أصحاء. 

وجاءت البيانات من اتحاد جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس لدراسة LA5c العصبية والنفسية، وتضمنت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلي والوظيفي، بالإضافة إلى نتائج العديد من الاختبارات المعرفية. واستخدم الباحثون تقنيات تصوير عصبي متقدمة لتقييم ثلاثة مؤشرات لوظيفة السائل الليمفاوي: حجم الضفيرة المشيمية (جزء من الدماغ يُنتج السائل النخاعي)، وهو مقياس يُعرف باسم مؤشر ALPS (الذي يعكس مدى جودة حركة السائل على طول الأوعية الدموية في الدماغ)، وقوة الارتباط بين نشاط الدماغ وتدفق السائل النخاعي (يُسمى اقتران gBOLD-CSF).

كما أكمل المشاركون مجموعة من التقييمات، بما في ذلك مقياس الإبلاغ الذاتي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين لقياس أعراضه، واختبارات معيارية لتقييم الذاكرة والانتباه والتعلم اللفظي. وشملت هذه الاختبارات اختبار كاليفورنيا للتعلم اللفظي ومقياس ويشلر للذاكرة. 

وأظهرت النتائج أن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم درجات أقل في مؤشر ALPS مقارنةً بالأفراد الأصحاء، مما يشير إلى انخفاض النشاط الليمفاوي. وقد لوحظ هذا الاختلاف في كلا نصفي الدماغ. وارتبط انخفاض درجات ALPS بانخفاض حركة السوائل على طول مسارات ألياف محددة في الدماغ، وخاصة تلك التي تشارك في التواصل بين المناطق. وتشير هذه النتائج إلى احتمال وجود ضعف في فعالية الدماغ في التخلص من الفضلات.

ضعف أداء الذاكرة

الأهم من ذلك، وجد الباحثون أن انخفاض درجات مؤشر ALPS ارتبط بضعف الأداء في مهام الذاكرة، بما في ذلك إعادة إنتاج الصور البصرية وتأخر التعرّف. وكانت هذه الارتباطات أقوى في النصف الأيمن من الدماغ. 

كما أظهر مؤشر ALPS ارتباطًا بارتفاع الدرجات في أعراض الوسواس القهري لدى المشاركين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مما يشير إلى وجود علاقة أوسع بين وظيفة الجهاز اللمفاوي والسمات النفسية.

في المشاركين الأصحاء، ارتبط ارتفاع درجات ALPS أيضًا بتحسن أداء الذاكرة، مما يشير إلى أن النشاط الليمفاوي قد يلعب دورًا أوسع في دعم الصحة الإدراكية لدى الأفراد، وليس فقط المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

تم نسخ الرابط