عماد حسين: كلمة السيسي خلال قمة بغداد حذرت إسرائيل من استراتيجية التطبيع
في تحليل سياسي شامل، أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، المحلل السياسي، أن البيان الختامي الصادر عن القمة العربية في بغداد يعكس وحدة الموقف العربي وثباته تجاه عدوان إسرائيل على قطاع غزة، مشيرًا إلى استمرار الالتزام بالمبادئ التي رُسِمت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، والتي تتضمن الرفض القاطع للعدوان والدعم المطلق للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
ثبات الموقف العربي
وشدد عماد الدين حسين، خلال مداخلة هاتفية له على قناة "القاهرة الإخبارية"، على أن القمة العربية في العراق، حافظت على نفس المبادئ التي طُرحت في القمة الطارئة بالقاهرة مارس الماضي، موضحًا أن الموقف العربي لا يزال موحدًا في رفض العدوان على قطاع غزة والمطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين.
كما أشار عماد الدين حسين، إلى أن القادة العرب أعادوا التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى، ورفضهم القاطع لأي محاولات لتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والانتهاكات في قطاع غزة أو تصفيتها تحت غطاء التسويات السياسية المؤقتة.
ملفات إقليمية
وأوضح حسين أن القمة لم تقتصر فقط على القضية الفلسطينية، بل تناولت أيضًا ملفات إقليمية أخرى تتعلق بالأزمات المستمرة في عدد من الدول العربية، حيث تم التأكيد على أهمية دعم لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية، والتضامن مع السودان في أزمته الإنسانية والسياسية، إلى جانب الدعوة إلى حلول سياسية سلمية في ليبيا واليمن وسائر مناطق النزاع، وذلك في إطار التزام عربي جامع بتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة.
كلمة السيسي
توقف حسين عند عدد من الكلمات التي أُلقيت خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، مشيرًا إلى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التي أكد فيها على ضرورة وقف العنف واحترام القانون الدولي، وكذلك كلمة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، التي عبّر فيها عن موقف أوروبي داعم لحقوق الفلسطينيين.
لكنه وصف كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها الأبرز والأكثر تأثيرًا، نظرًا لما حملته من رسالة صريحة إلى إسرائيل مفادها أن السلام الحقيقي والأمن الإقليمي لا يمكن تحقيقهما إلا عبر حل عادل للقضية الفلسطينية، وعلى رأسه إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
"السلام مقابل التطبيع"
وأكد حسين أن كلمة الرئيس السيسي تضمنت تحذيرًا واضحًا لإسرائيل من مواصلة الاعتماد على التطبيع كبديل للسلام، موضحًا أن هذه الاستراتيجية لن تحقق الأمن المرجو، بل ستزيد من التوتر الإقليمي، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقه في تقرير مصيره، وأن الاستقرار الدائم في المنطقة يبدأ بإنهاء الاحتلال وليس عبر القمع أو الاتفاقات الجزئية.
في ختام مداخلته، شدد عماد الدين حسين على أن ما شهدته قمة العراق يمثل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، مشيرًا إلى أن العرب قالوا كلمتهم بوضوح: لا سلام دون عدالة، ولا استقرار دون دولة فلسطينية مستقلة.
