استثناء المرتبات.. مجلس النواب الليبي يطالب بإيقاف وتجميد المعاملات البنكية

أصدر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تعليماته إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى بوقف معاملات الصرف وتجميد الحسابات للجهات الممولة من الخزانة العامة، باستثناء بند المرتبات.
عصيان مدني
جاء هذا القرار في وقت أعلنت فيه ثلاثة من كبرى المصارف الليبية دخولها في حالة عصيان مدني، احتجاجًا على تدهور الوضع الأمني وعدم وجود حماية فعلية لموظفيها وفروعها.
وقد اعلن مصرف الوحدة الإغلاق الكامل لكافة فروعه في المناطق المصنفة بأنها غير آمنة أمنيًا، إضافة إلى تعليق جميع الخدمات المصرفية التي تتطلب الحضور الفعلي للموظفين، مع الإبقاء على تقديم الخدمات الإلكترونية لتيسير احتياجات المواطنين الأساسية.
فشل الجهات المختصة
وأكد المصرف أن هذا القرار جاء “اضطرارًا وبعد فشل الجهات المختصة في الاستجابة للتحذيرات والمخاطبات الرسمية المتكررة بشأن توفير الحماية”، محمّلًا الجهات الأمنية مسؤولية سلامة العاملين والمنشآت.
من جهته، أعلن مصرف المتوسط إغلاق عدد من فروعه الواقعة ضمن نطاقات مهددة، مشيرًا إلى أن استمرار العمل في هذه البيئة بات أمرًا مستحيلًا في ظل غياب الإجراءات الوقائية، محذرًا من المخاطر الجسيمة التي تواجه العاملين في القطاع المصرفي.
في السياق ذاته، أعلن مصرف التجارة والتنمية دخوله في عصيان مدني جزئي، بدءًا من اليوم، وحتى إشعار آخر، كإجراء احترازي يهدف إلى حماية الموظفين والفروع العاملة في المناطق المضطربة.
اقرأ أيضاً: مقابل مليارات القذافي.. إدارة ترامب تسعى لتهجير الفلسطينيين إلى ليبيا
عودة الهدوء إلى طرابلس
وياتى هذا، القرار بعد ان شهدت العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهدوء النسبي بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين الفصائل المسلحة، ما سمح بعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، مع استئناف الرحلات الجوية وفتح المتاجر والأسواق.
وصرح مسؤول في وزارة الداخلية، لوكالة فرانس برس - طالبًا عدم الكشف عن هويته - بأن سكان طرابلس تمكنوا من النوم ليل الخميس دون سماع دوي انفجارات أو إطلاق نار، لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات يوم الاثنين.
وأعرب عن أمله في أن الأوضاع تتجه نحو التهدئة، قائلاً: "نعتقد أن الوضع يتجه نحو وقف إطلاق النار".
ايضاً: البرلمان الليبي يؤكد التنسيق مجلس الدولة لاختيار شخصية تشكل حكومة جديدة
واندلعت أعمال العنف عقب مقتل عبد الغني الككلي، قائد جهاز دعم الاستقرار، على يد اللواء 444 التابع لحكومة طرابلس، وهو ما أدى إلى اشتباكات معقدة بين اللواء وقوات أخرى، من بينها قوة الردع التي تسيطر على مناطق في شرق طرابلس وعدد من مؤسسات الدولة المهمة.
وشهدت العاصمة حالة من الشلل خلال الأيام الماضية، حيث أغلقت الأسواق والمحال التجارية، وتوقفت حركة الطيران بمطار معيتيقة الدولي، قبل أن تُستأنف الرحلات يوم الجمعة، إيذانًا بعودة النشاط التدريجي في المدينة.