جمال رشدي: توافق عربي تام على حماية وحدة الدولة السودانية وتعزيز الحل|فيديو

أكد السفير جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية المنعقدة في بغداد توصلت إلى توافق العربي الموحد كامل بشأن تطورات الأزمة السودانية، مشددًا على أن البيان الختامي تضمّن دعماً صريحاً لـ حماية وحدة الدولة السودانية، ورفضاً قاطعاً لأي محاولات لتأسيس حكومة موازية.
وأضاف جمال رشدي، خلال مقابلة خاصة على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا الموقف العربي الموحد ينبع من الحرص على وحدة الدولة السودانية وسلامة أراضيه، مؤكدًا أن المساس بهياكل الدولة الرسمية يعد تهديدًا خطيرًا لكيان الدولة السودانية وللأمن القومي العربي بشكل عام.
وحدة الدولة السودانية
شدد جمال رشدي على أن ملف السودان بات يحظى بإجماع عربي نادر على وحدة الدولة السودانية، نتيجة لحساسيته وتعقيداته المتشابكة، موضحًا أن أي محاولات لإنشاء كيان سياسي بديل أو موازي لمؤسسات الدولة القائمة مرفوضة تمامًا من قبل جميع الدول العربية المشاركة في القمة.
وأشار رشدي إلى أن البيان الختامي للقمة شدد على أهمية حماية السودان من الانهيار المؤسسي، وذلك من خلال تقديم الدعم الكامل للحكومة السودانية الشرعية، ورفض التدخلات الخارجية أو محاولات فرض حلول من خارج السياق الوطني السوداني.
الحل السياسي هو السبيل
وأوضح رشدي أن من أبرز النقاط التي تضمنها البيان الختامي للقمة، كانت الدعوة لتفعيل المسار السياسي وتشكيل حكومة مدنية مستقلة ومنتخبة، تمثل جميع الأطياف السودانية، وتكون قادرة على قيادة البلاد نحو الاستقرار وإنهاء النزاع الدموي المستمر.
وأكد أن هذا الموقف يأتي استنادًا إلى رؤية عربية موحدة ترى في الحل السياسي الخيار الوحيد والمستدام للخروج من الأزمة، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية مستعدة للعب دور محوري في تسهيل هذا الانتقال، بالتعاون مع القوى الإقليمية والدولية.
جهود تحضيرية قادت إلى توافق نادر
وكشف رشدي أن القمة لم تكن وليدة لحظة، بل سبقتها جهود تحضيرية مكثفة واجتماعات تنسيقية عديدة بين الدول الأعضاء، أسهمت في بلورة موقف عربي موحد تجاه السودان، مشيرًا إلى أن هذا التوافق يعكس إدراكًا جماعيًا لخطر استمرار الأزمة على استقرار المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تعمل على تقديم مبادرات عملية لدعم السودان، سواء من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف، أو عبر حشد الموارد العربية لدعم الشعب السوداني في أزمته الإنسانية والاقتصادية.

السودان في قلب الأولويات العربية
اختتم السفير جمال رشدي حديثه بالتأكيد على أن القمة العربية في بغداد حملت رسالة واضحة للعالم: أن الدول العربية ترفض تفتيت السودان أو المساس بوحدته، وأن هناك إرادة جماعية لحماية الدولة السودانية من السقوط، وتغليب الحل السياسي على الخيار العسكري.
وشدد: "السودان ليس ملفًا هامشيًا في جدول أعمال القمة، بل قضية محورية تمس مستقبل الأمن القومي العربي واستقرار الإقليم، وسيظل في صدارة أولويات الجامعة العربية في المرحلة المقبلة".