عاجل

صلاة قيام الليل.. ركعتان بخالص النية تعد كافية وأجرها عظيم

قيام الليل
قيام الليل

يعد قيام الليل من أهم العبادات التي حث عليها الإسلام لما لها من تأثير عميق على الروح والنفس، فهي لحظات خاصة يقضيها العبد في تواصل مباشر مع ربه، بعيدا عن صخب الدنيا وهمومها. تأتي صلاة قيام الليل فرصة للتوبة، والاستغفار، وتجديد الإيمان، وتحقيق السكينة والطمأنينة التي يحتاجها الإنسان في حياته. في هذا السياق، يوضح العلماء أن قيام الليل ليس مرتبطًا بعدد الركعات فقط، بل بحضور القلب وإخلاص النيّة، مما يجعله عبادة مميزة لها فضل عظيم وأجر عظيم عند الله

فضل قيام الليل

وفي ردٍّ على تساؤلات متكررة من جمهور المسلمين حول فضل قيام الليل وعدد ركعاته، أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة قيام الليل تُعد صحيحة ومقبولة ولو اقتصر العبد على ركعتين فقط، إذا أدت بنيّة خالصة لله تعالى وبخشوع وحضور قلب.

وأوضحت الدار في بيان رسمي أن قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر، مشيرة إلى أن أقله ركعتان، واستشهدت بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

“إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين” (رواه مسلم).

وشددت الإفتاء على أن الفضل في قيام الليل لا يُقاس بعدد الركعات، بل بحضور القلب والإخلاص، مضيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثماني ركعات ويوتر بثلاث، إلا أن الشرع لم يفرض عددًا محددًا، بل ترك الأمر حسب استطاعة العبد.

كما أشارت الدار إلى أن من أوتر في أول الليل، ثم استيقظ بعد ذلك وأراد الصلاة، فله أن يُصلي ما شاء من قيام الليل دون الحاجة لإعادة الوتر، حيث لا يُوتر مرتين في ليلة واحدة.

وأكدت دار الإفتاء أن قيام الليل عبادة عظيمة ذات فضل كبير، وعدّدت أبرز ثمارها، منها:
• أنها أفضل صلاة بعد الفريضة، استنادًا لحديث النبي: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” (رواه مسلم).
• سنة الصالحين والأنبياء، كما قال صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم…” (رواه الترمذي).
• وسيلة لتكفير الذنوب ورفع الدرجات، وقُربة عظيمة إلى الله سبحانه.
• مانعة من الإثم، ومصدر لسكينة القلب وطمأنينة النفس.
• سبب للفوز بالمقام المحمود كما وعد الله تعالى في قوله:

“وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ، عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الإسراء: 79).

واختتمت الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الله يحبّ من عبده الاستمرار ولو بالقليل، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:

“أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” (رواه البخاري)، داعية المسلمين إلى عدم التكاسل أو التسويف، واغتنام هذه الساعات المباركة ولو بركعتين فقط، لما فيه من أثر في صلاح النفس وغفران الذنب

تم نسخ الرابط