التسمم المائي.. الخطر غير المتوقع لشرب كميات زائدة من الماء

يعتبر التسمم المائي هو حالة خطيرة قد تهدد الحياة عند شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء دفعةً واحدة، مما يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح الحيوية في الجسم. 

وعلى الرغم من أن الماء ضروري للحفاظ على صحة الجسم، إلا أن الإفراط في تناوله، خاصةً خلال فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة، قد يحوّله من عنصرٍ أساسيٍ للحيوية إلى خطرٍ قد يكون قاتلًا.

ما هو التسمم المائي؟

التسمم المائي يحدث عندما يتجاوز استهلاك الماء قدرة الكُلى على التخلص منه، فينخفض تركيز الصوديوم في الدم (نقص الصوديوم)، ما يؤدي إلى خلل بوظائف الدماغ واضطراب الوعي، وقد يصل إلى الوفاة في الحالات الشديدة.

الكمية اليومية الآمنة من الماء

يشير د. جمال شعبان، عميد معهد القلب الأسبق، إلى أنّ المعدل الصحي للاستهلاك اليومي يقارب 3 لترات لكامل اليوم. 

لكن شرب أكثر من لتر مرةً واحدة يزيد العبء على الكُلى التي تستطيع تصفية نحو 800 ملليلتر فقط كل ساعة؛ ما يتسبب بتراكم الماء سريعًا في مجرى الدم.

أعراض التسمم المائي

صداع وتشوش ذهني

غثيان وتقيؤ

تشنجات عضلية أو اختلاجات

اضطراب أو فقدان الوعي

في الحالات القصوى: توقف التنفس أو الوفاة

الفئات الأكثر عُرضة للخطر

العدّاؤون ورياضيو الماراثون، خصوصًا في الطقس الحار.

الأفراد الذين يعتقدون أن «الماء الزائد أفضل دائمًا» ويشربونه بسرعة.

مرضى اضطرابات الكُلى أو من يتناولون أدوية تؤثر في توازن السوائل.

طرق الوقاية من التسمم المائي

1. توزيع شرب الماء على مدار اليوم ببطء، بدلًا من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة.
2. مراقبة لون البول؛ اللون الفاتح دليل على ترطيب كافٍ.
3. استخدام مشروبات رياضية متوازنة الأملاح أثناء التمارين الطويلة.
4. استشارة طبيبك إذا كنت تتناول أدوية مدرّة للبول أو لديك أمراض بالكُلى.

خطوات العلاج السريع

إيقاف شرب الماء فورًا عند الاشتباه بالأعراض.

التوجه للطوارئ لتصحيح مستوى الصوديوم عبر محاليل مملّحة أو أقراص صوديوم.

قد تُستخدم مدرات البول تحت إشراف طبي لتسريع إخراج السوائل الزائدة.

الماء ضروري للصحة وللحياة، لكن الاعتدال في شرب المياة هو مفتاح الأمان. 

يجب عليك أن تقسّم حصتك اليومية على جرعات صغيرة من المياة، خاصةً في أوقات الحرّ أو أثناء التمارين الشاقة، لتحافظ على توازن الجسم وتتفادى مخاطر التسمم المائي.