مرض الإيدز.. أسبابه وتشخيصه وطرق علاجه

يُعدُّ مرض الإيدز، من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الإنسان، إذ يتسبب في تدمير جهاز المناعة البشري بشكل تدريجي، مما يضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى والأمراض الأخرى، ويمكن أن ينتقل مرض الإيدز من خلال الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المصابة، مثل الدم والمني والسوائل المهبلية، مما يستدعي توعية واسعة حول كيفية الوقاية منه وطرق التشخيص والعلاج.
ما هو مرض الإيدز؟
مرض الإيدز (Acquired Immunodeficiency Syndrome) هو مجموعة من الأعراض والمضاعفات الناتجة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي يؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي في الجسم، وبسبب ضعف جهاز المناعة، يصبح الجسم عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة، كما يمكن أن يتطور الإيدز إلى المرحلة المتأخرة التي تسمى "الإيدز الكامل" إذا لم يتم علاج المصاب بالفيروس.
أسباب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)
فيروس نقص المناعة البشرية هو السبب الرئيس للإصابة بمرض الإيدز. ينتقل الفيروس عبر عدة طرق رئيسة تشمل:
العلاقة الجنسية غير المحمية
- يُعد الاتصال الجنسي غير المحمي مع شخص مصاب بالفيروس من أكثر الطرق شيوعًا لانتقال فيروس HIV.
الدم الملوث
- يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال نقل الدم الملوث أو استخدام أدوات حادة ملوثة، مثل الإبر أو الأدوات الطبية غير المعقمة.
من الأم إلى الطفل
- يمكن للفيروس أن ينتقل من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو حتى عبر الرضاعة الطبيعية.
الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المصابة
- ينتقل الفيروس أيضًا عن طريق التلامس مع سوائل الجسم مثل المني والدم وسوائل المهبل، وهي السبب الرئيس في انتقال الفيروس في بعض الحالات.
أعراض مرض الإيدز
تتطور أعراض الإيدز على مراحل، وتختلف من شخص لآخر حسب تطور الفيروس وحالة الجهاز المناعي، وتتمثل هذه المراحل في:
المرحلة الأولية "العدوى الحادة"
- بعد تعرض الشخص للإصابة بالفيروس، قد تظهر أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا في غضون أسابيع قليلة، مثل الحمى، والتعب، والتعرق الليلي، وتضخم الغدد اللمفاوية.
المرحلة الساكنة "المرحلة المزمنة"
- في هذه المرحلة، يمكن أن يظل الشخص المصاب بدون أعراض لعدة سنوات، ولكن الفيروس يستمر في التكاثر وتدمير خلايا جهاز المناعة بشكل تدريجي.
مرحلة الإيدز المتأخر
- هذه هي المرحلة الأخيرة من المرض، حيث يصبح جهاز المناعة ضعيفًا جدًا، مما يجعل المصاب عرضة للإصابة بالعديد من العدوى الفرعية التي قد تكون مهددة للحياة، مثل الالتهاب الرئوي، وفيروسات الكبد، وسرطان عنق الرحم.
تشخيص مرض الإيدز
تشخيص مرض الإيدز يعتمد بشكل أساسي على اختبار فيروس HIV في الدم، تُجرى العديد من الفحوصات للكشف عن وجود الفيروس في الجسم، وهذه الفحوصات تشمل:
اختبار الأجسام المضادة للفيروس "ELISA"
- يُعد هذا الاختبار الأكثر شيوعًا للكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في محاولته لمكافحة الفيروس. إذا كانت النتيجة إيجابية، قد يتبعها اختبار آخر للتأكد.
اختبار فيروس HIV RNA
- في بعض الحالات، يتم إجراء اختبار للكشف عن الحمض النووي للفيروس مباشرة في الدم. يمكن أن يظهر هذا الاختبار وجود الفيروس في الدم حتى قبل أن يتمكن الجسم من إنتاج الأجسام المضادة.
اختبارات أخرى
- هناك اختبارات مثل اختبار المستضدات، والتي تساعد في الكشف عن الفيروس في وقت مبكر جدًا من الإصابة.
طرق الوقاية من مرض الإيدز
من أجل تجنب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والإيدز، هناك عدة تدابير يمكن اتخاذها:
الوقاية الجنسية
- استخدام الواقي الذكري بشكل دائم أثناء ممارسة الجنس مع شركاء لا تعرف تاريخهم المرضي يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالفيروس.
الفحص والتشخيص المبكر
- إجراء فحوصات دورية للكشف عن الإصابة بالفيروس مهم جدًا، خاصة إذا كان الشخص معرضًا للخطر (مثل العلاقة الجنسية غير المحمية أو استخدام أدوات ملوثة).
الابتعاد عن الحقن المشتركة
- تجنب استخدام الحقن أو الأدوات الطبية غير المعقمة قد يساعد في تقليل خطر انتقال الفيروس من خلال الدم.
استخدام أدوية الوقاية ما قبل التعرض (PrEP)
- تناول أدوية للوقاية من الفيروس للأشخاص المعرضين للخطر قد يقلل من فرص الإصابة بالفيروس.
طرق علاج مرض الإيدز
لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن هناك العديد من العلاجات التي تساعد في السيطرة على الفيروس وتحسين جودة حياة المصابين، وأهمها:
العلاج المضاد للفيروسات (ART)
- العلاج المضاد للفيروسات هو العلاج الأساسي الذي يهدف إلى تثبيط الفيروس ومنع تكاثره. يتم عادة تناول مزيج من الأدوية التي تساعد في تقليل الحمل الفيروسي في الدم، مما يمكن الجسم من استعادة وظائف جهاز المناعة.
الوقاية من العدوى opportunistic
- بما أن الأشخاص المصابين بالإيدز معرضون للإصابة بالعديد من العدوى والسرطانات، فإن الأطباء يصفون أدوية للمساعدة في الوقاية منها.
الرعاية والدعم النفسي
- من المهم أن يحصل المرضى المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية على الدعم النفسي والاجتماعي، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحسين الصحة النفسية والتعامل مع التحديات العاطفية التي قد يواجهونها.