هل طبق الأرز آمناً للاستهلاك الآدمي ؟ دراسة حديثة تحذر

كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة كولومبيا ونشرت مؤخرا في" مجلة لانسيت الطبية" أن ظاهرة الاحتباس الحراري ربما تؤدي إلى زيادة تركيزات الزرنيخ في الأرز.
حذّرت وسائل إعلام بلجيكية، اليوم السبت، من نتائج دراسة صادمة كشفت أن ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من درجتين مئويتين، بالتزامن مع تزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، قد يؤدي إلى ارتفاع خطير في تركيزات الزرنيخ غير العضوي في الأرز، وهو ما يُنذر بزيادة ملموسة في المخاطر الصحية، خصوصاً لدى السكان الآسيويين، بحلول عام 2050.
وأشارت الدراسة، إلى أن هذه التغيرات الجوية من شأنها أن تؤدي إلى تعديل التركيب الكيميائي للتربة وتفضي إلى ظهور شكل من أشكال الزرنيخ يمتصه الأرز بسهولة أكبر.
وأكدت الدراسة، أنه نظرا لأن الأرز يعد غذاء أساسيًا للمواطنين في العديد من أنحاء العالم، فإن هذه التغيرات قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في العبء العالمي المتمثل في الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالزرنيخ.
طرحت وسائل الإعلام تساؤلاً مثيراً للقلق: هل لا يزال الأرز آمناً للاستهلاك؟ لتأتي الإجابة مطمئنة، حيث أكدت ألين فان دين برويك، المتحدثة باسم الوكالة الفيدرالية لسلامة سلسلة الغذاء، أن الأرز لا يزال آمناً تماماً.
وأوضحت أن هيئة مراقبة الأغذية والزراعة تُجري نحو 50 تحليلاً سنوياً، وكشفت نتائج السنوات الثلاث الماضية عن استقرار تام في مستويات السلامة، دون رصد أي آثار للزرنيخ، أو بوجود تركيزات أقل بكثير من الحد القانوني المسموح.
وأضافت: "هذه نتائج مطمئنة وتعكس صرامة الرقابة على الغذاء."
الزرنيخ
ووفقا للأمم المتحدة، فإن الزرنيخ غير العضوي هو مادة مسرطنة مؤكدة وهو الملوث الكيميائي الأكثر لمياه الشرب في جميع أنحاء العالم.
وتشير استنتاجات الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا إلى عدة حلول تشمل جهود تحسين إنتاج النباتات للحد من امتصاص الزرنيخ، وتحسين إدارة تربة حقول الأرز، وتحسين ممارسات المعالجة.
ويمكن لهذه التدابير، إلى جانب مبادرات الصحة العامة التي تركز على توعية المستهلكين ورصد التعرض، أن تلعب دورا حاسما في التخفيف من آثار تغير المناخ على استهلاك الأرز.
ظاهرة الاحتباس الحراري
وتعد ظاهرة الاحتباس واحدة من أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، وتتمثل في الارتفاع التدريجي في درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض نتيجة تراكم غازات الدفيئة، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والميثان (CH₄) وأكسيد النيتروز (N₂O).