تاريخيًا.. مؤرخ: الزي الأزهري يرجع إلى العرب وليس للعثمانيين

قال أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات الإسلامية، إن مرجعية الزي الأزهري منسوبة إلى الطبقات المتوسطة، خاصة فى الأرياف، حيث اعتمدوا على الجلباب كرداء لهم فى مصر، ولا توجد معلومات تاريخية تؤكد نشأة الزى الأزهرى فى العهد العثمانى كما يردد البعض، والدليل أن رفاعة الطهطاوى، واحد من أبرز علماء الأزهر لم يتخذ زياً رسمياً له.
تاريخ الزي الأزهري
الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي، قال إنه زي عربي قديم. موضحًا أن "العمامة والجبة" كانتا الزي المعتاد لدى العرب، ومع تطور الزمن أصبحت العمامة ذات طابع معين تطورت بتطور كل عصر.
ودلل عبد المقصود على كلامه بإن كان ستر الرأس من شروط قبول الشهادة حتى أن الإمام الشافعي قال في مذهبه إن من يسير في الشارع بدون غطاء للرأس لا تقبل شهادته، وفي العصر العثماني غلب على العمامة اللون الأحمر، وليتميز كبار العلماء وضع شال أبيض عليها، ومع مرور الزمن أصبحت العمامة والكاكولة زياً لطلاب الأزهر من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية.
حتى اللون الأحمر للي غلب على العمامة والطربوش في العصر العثماني أرجعه مؤرخون إلى المغرب العربي وبلاد شمال إفريقيا، حيث أخذه العثمانيون من هناك ثم انتشر ذلك اللون في الأقطار العربية والإسلامية.
يتألف الزي الأزهري من غطاء للرأس وهي العمامة وغطاء للجسم والكاكولة والجبة والزي الأزهري في الغالب للرجال واحد سواء كانوا طلابًا أو علماءً أو مدرسين.
مصير أول تمرد على الزي الأزهري
بدأ أول تمرد على الزي الأزهري عام 1928، لما تمرد بعض طلاب القسم الثانوي على ارتداء الجلبية أو القفطان أسفل الكاكولة وارتدوا الزي الأفرنجى المعروف بالبدلة، إلا أنه تم إنذارهم والتنبيه عليهم بعدم العودة إلى ذلك والالتزام بالزي الأزهري، حسب تقرير نشرته بوابة الأزهر.
قديما خصص الأزهر بدل مالي لعلمائه وراتب سنوي أطلق عليه "بدل الكسوة"، وكان يصرف في رمضان، وهو تقليد قديم وغير معلوم على وجه التحديد متى بدأ صرف بدل الكسوة للعلماء.
بعد ثورة يوليو 1952، ألغى الرئيس جمال عبد الناصر إلزامية ارتداء الطربوش، ليصبح المصريون أحراراً في ما يرتدونه باستثناء العمامة الأزهرية لطلاب ومشايخ الأزهر.
وشهد الزي الأزهري تراجعًا منذ أواخر القرن العشرين، ورفضه أنصار التيار السلفي اللي ظهروا في الثمانينات والتسعينات في مصر، وبرر بعضهم ذلك بدعوى إنه يرمز إلى وظيفة حكومية وإن من يرتديه أصبح في نظر العامة خاضع للحكومة، واستبدلوه بـ الجلبية البيضاء القصيرة وتحتها بنطال، مع ضرورة تقصير الجبة، وأن يلبس العمامة ويجعل لها ذؤابة – طرف الشال- يلقيها على ظهره.
مازال يحرص على ارتداء الزي الأزهري القيادات من أصحاب الوظائف الدينية الكبرى كشيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية، ووزير الأوقاف وكبار الدعاة، وأئمة المساجد الكبرى، كما توفره وزارة الأوقاف لأئمة المساجد.
كان الإعلامي خالد أبو بكر قد استنكر وجود وزير بزي أزهري في الحكومة باعتبارها حكومة مدنية.