من "الإرهابي" إلى "الزعيم"... محطات كادت تنهي حياة عادل إمام الفنية

في مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، تصدر فيها الزعيم عادل إمام سماء الفن العربي، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود. خلف الضحكة الساخرة والأداء المتقن والكوميديا الماهرة، واجه الفنان المصري عادل إمام سلسلة من الأزمات التي كادت في لحظات أن تضع نهاية لمسيرته الفنية، لولا صموده ومكانته الراسخة في قلوب الجماهير.
الزعيم عادل إمام يتسبب في غضب القذافي
كاد المسرح أن يتحول إلى ساحة اغتيال، فعندما قدم الزعيم عادل إمام مسرحيته الشهيرة "الزعيم" عام 1987، اعتبر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أن العمل يسخر منه شخصيًا، مطالبًا بعرض المسرحية في ليبيا، في خطة مريبة تبيّن لاحقًا أنها كانت لاغتيال الفنان المصري، لكن الماكيير الشهير محمد عشوب كشف تفاصيل تدخل مباشر منه لدى وزير الإعلام الليبي، ليُفشل المؤامرة وتُلغى الدعوة، قبل أن يصدر القذافي قرارًا باعتقال الوزير نفسه.
أزمة فيلم الإرهابي
أما في عام 1994، جاء عرض فيلم "الإرهابي" وليس بمثابة خطوة فنية، بل تحديًا مباشرًا لتيارات العنف والتطرف. جسّد في الفيلم عادل إمام شخصية إرهابي يتوب عن أفكاره المتطرفة، فاعتبرت الجماعات الإسلامية هذا الفيلم هجومًا عليهم، وأطلقت تهديدات صريحة بتصفيته، رغم ذلك، لم يتراجع الزعيم، بل صرح حينها بأن "الخوف لن يصنع فنًا محترمًا".
الأفوكاتو يحكم على عادل إمام بالسجن لمدة عام
السينما أيضًا قادت الزعيم عادل إمام إلى قاعة المحكمة، ففي عام 1983، أثار فيلم "الأفوكاتو" ضجة كبيرة بسبب ما اعتُبر إهانة للسلطة القضائية، وتقدم أحد المحامين بدعوى ضد عادل إمام، وتم الحكم على الزعيم بالحبس لمدة عام، قبل أن يتم إلغاء الحكم في مرحلة الاستئناف.
الرقابة تقف في طريق فيلم الغول
وفي العام ذاته، تعرض فيلم "الغول"، الذي ناقش قضايا الفساد، لأزمة مع الرقابة المصرية، حيث أُوقف عرضه قبل ساعات من أول عرض رسمي، ووصف المخرج سمير سيف قرار المنع بأنه "أشبه بمرافعة من نيابة أمن الدولة"، قبل أن يُعاد الفيلم لاحقًا بضغوط من كبار المثقفين ووزير الثقافة وقتها.
اختطاف أحفاد الزعيم عادل إمام
الأزمات لم تتوقف عند حدود الفن والمحاكم. فقد تعرض الزعيم عادل إمام في إحدى الفترات لتهديدات مباشرة باختطاف أحفاده الخمسة، ضمن خطة ابتزاز مقابل فدية مالية، تلك القضية قد أثارت ضجة كبرى، لكن يقظة الأمن المصري أنقذت الموقف وألقت القبض على المتورطين في هذه القضية، فيما آثر عادل إمام على الصمت حول تفاصيلها لحمايةً عائلته.
مأمون وشركاه خطوة إلي الطائفية
لم يكن مسلسل "مأمون وشركاه" مجرد دراما اجتماعية، حيث أن أحد خطوطه الدرامية تناول زواج فتاة مسلمة من شاب مسيحي، مما أثار انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتطورت هذه الأزمة حتى وصلت إلى الجهات الأمنية التي تدخلت لضبط الموقف ومنع استغلاله لإشعال فتنة طائفية.
ربما واجه عادل إمام ما يكفي من العواصف لإسقاط أكثر من نجم، لكنه بقي راسخًا في الوجدان العربي، لا تزعزعه أزمة، ولا تُطفئه شائعة، فهو ليس مجرد فنان، بل ظاهرة فنية وإنسانية صنعتها المواجهة، وثبّتها حب الملايين.