زراعة الأعضاء من الخنازير.. ثورة طبية تمنح الأمل لآلاف المرضى

زراعة الأعضاء من الخنازير حل علمي لأزمة إنسانية في زمنٍ يتزايد فيه عدد مرضى فشل الأعضاء، بينما تقل فرص الحصول على متبرعين، ظهرت زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثيًا كأمل طبي واعد، هذه الفكرة التي كانت يومًا من نسج الخيال العلمي، أصبحت واقعًا تجريبيًا حقيقيًا يغير مصير كثيرين، كما يروي تقرير خاص من CNN أعده الدكتور سانجاي غوبتا.
الخنازير المعدلة وراثيًا تفتح باب الأمل أمام مرضى فشل الأعضاء، في تجربة طبية غير مسبوقة توثقها CNN.
عجز في المتبرعين يدفع العلماء نحو خيارات بديلة
رغم نجاح أول عملية لزراعة كلية عام 1954، إلا أن العالم ما زال يواجه نقصًا حادًا في عدد المتبرعين، عشرات الآلاف يموتون سنويًا في انتظار عضو منقذ، ما جعل الباحثين يبحثون عن بدائل، وهنا، برز الخنزير كخيار منطقي بسبب تشابه أعضائه مع الإنسان، وسهولة تعديله وراثيًا.
كيف تم تعديل الخنازير وراثيًا؟
باستخدام تقنية CRISPR، تمكن العلماء من إزالة الجينات المسؤولة عن رفض الجهاز المناعي للأعضاء المزروعة، كما أُزيلت فيروسات خطيرة كانت تشكل عائقًا أمام زراعة الأعضاء، النتيجة: خنازير "مصممة وراثيًا" لإنتاج أعضاء بشرية المواصفات.
من هم المرضى الذين خاضوا التجربة؟
ريك سليمان، مريض يبلغ من العمر 62 عامًا، كان أول من خضع لعملية زراعة كلية من خنزير معدل، عاش 2.5 يوم بعد الجراحة، تلاه مرضى آخرون، مثل تيم أندروز، الذي عاش 19 يومًا، وليزا بيسانو التي نُقل إليها قلب ورئة معًا من خنزير معدل، رغم أن معظمهم فارقوا الحياة بعد فترة قصيرة، إلا أن الأطباء اعتبروا النتائج واعدة.

هل الفشل يعني نهاية الطريق؟
الإجابة لا، فشل بعض التجارب لا يعني أن الفكرة خاطئة، بل يكشف تحديات تحتاج إلى تجاوز، كما قال د. غوبتا، كل تجربة تقرّبنا أكثر من النجاح الكامل، فكما أن أولى عمليات زراعة الأعضاء البشرية لم تكن مثالية، كذلك الأمر هنا.
الجانب الإنساني: المرضى روّاد العلم
أجمع الأطباء على أن هؤلاء المرضى لم يكونوا مجرد حالات طبية، بل أبطال قرروا المساهمة في مستقبل الطب، عائلاتهم وصفتهم بالشجعان الذين غيّروا مسار البحث العلمي، حتى وإن لم يبقوا على قيد الحياة طويلًا.
هل يصبح الخنزير صيدلية الأعضاء المقبلة؟
مع استمرار التجارب وتحسن نتائجها، يتوقع العلماء أن تصبح زراعة الأعضاء من الخنازير خيارًا حقيقيًا خلال سنوات قليلة، هذه التقنية قد تسد فجوة التبرع وتمنح الأمل لمرضى كانوا على قوائم الانتظار بلا أمل.