أميرة السيد.. صدفة تدفعها لتكون مدربة قيادة وصديقاتها شجعوها لانطلاق مشروع مدر

من صدفة صغيرة بدأت القصة، لتتحول إلى مشروع مهني ناجح أحدث فرقًا في حياة "أميرة السيد"، أول مدربة قيادة منتقبة للفتيات والسيدات في مدينة الزقازيق. خلال 7 سنوات فقط، استطاعت أميرة أن تثبت نفسها في مجال لم يكن مألوفًا للكثيرات، وتحقق نجاحًا ملحوظًا بفضل شغفها وثقة من حولها.
"أبدًا ما كنت متخيلة أني في يوم هكون مدربة قيادة"، هكذا بدأت أميرة حديثها مع "نيوز روم"، مؤكدة أن الفكرة جاءت بمحض الصدفة، حين طلبت منها صديقة عمرها أن تدرب ابنتها على القيادة. لم تتردد أميرة، وسرعان ما نجحت الفتاة في تعلم القيادة خلال 12 حصة فقط على سيارة يدوي، وكان أول أجر تقاضته أميرة حينها 400 جنيه.
تقول أميرة، وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثالث الإعدادي، إنها وجدت في هذا المجال فرصة عمل مرنة ومربحة، تلائم مسؤولياتها كزوجة وأم. فبدعم من زوجها، وتحمس من صديقتها، قررت أن تبدأ مشوارها كمدربة محترفة، فاشتركت في مدارس تعليم القيادة لصقل خبراتها، وواصلت العمل حتى أكملت عامها الرابع في 2022.
تميزت أميرة في محيطها بكونها أول مدربة قيادة منتقبة في الزقازيق، لكنها فيما بعد نصحها الأطباء بعدم ارتداء غطاء على الوجه لمشكلات صحية لديها، مؤكدة أن الحجاب والنقاب والتزامها في عملها أكسبها ثقة فئة كبيرة من السيدات اللاتي فضّلن التعلم على يد مدربة تشبههن في القيم والخصوصية. وقد اقتصرت خدماتها على تدريب الفتيات والسيدات فقط، داخل نطاق المدينة، بمقابل مادي يتراوح بين 1000 و2000 جنيه، حسب نوع السيارة (يدوي أو أوتوماتيك) ومدى استعداد المتدربة.
تنظم أميرة وقتها بين أسرتها وعملها، إذ تبدأ حصص التدريب من الثامنة صباحًا حتى الظهيرة، وأحيانًا في المساء، لكنها تفضّل العمل في النهار لسهولة الرؤية. تقول: "بحاول أوفر وقت لبيتي وشغلي ما يجيش على أولادي وجوزي".
من خلال عملها، لم تحقق أميرة دخلًا اقتصاديًا فقط، بل حصلت على ما هو أثمن: ثقة كبيرة بنفسها، وشبكة من العلاقات الاجتماعية الثرية التي أفادتها على المستويين الشخصي والمهني. وتختم حديثها قائلة: "الحمد لله، ربنا ساعدني، وهكمل المشوار.. وطموحي لسه كبير في المجال ده".