عاجل

ما السن الشرعي للأضحية؟ فتوى رسمية توضح الأعمار والوزن المعتبر شرعًا

شروط الأضحية الشرعية
شروط الأضحية الشرعية

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجدد السؤال حول مشروعية تقديم الصدقات بدلاً من الأضحية، ومدى قبولها شرعًا، وكذلك الشروط المرتبطة بالذبح والسن المناسبة للأضاحي. دار الإفتاء المصرية أوضحت الأمر في بيان رسمي عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأجابت عن أبرز التساؤلات المتكررة لدى المسلمين حول العالم.

الصدقات لا تغني عن الأضحية شرعًا

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية مفاده: هل يمكن أن يقوم غير الأضحية من الصدقات مقامها؟، لتجيب الدار بوضوح أن الصدقات لا تقوم مقام الأضحية، لأن الأضحية شعيرة إسلامية تعبدية مرتبطة بإراقة الدم، ولها طابع خاص في الشريعة الإسلامية.

وقالت دار الإفتاء عبر منشور رسمي: "الأصل أن الأمر الشرعي إذا تعلق بفعل معين لا يقوم غيره مقامه، كما هو الحال في الصلاة والصيام، فلكل عبادة خصوصيتها، بخلاف الزكاة التي يمكن تأديتها بطرق مختلفة،  وبالتالي، فإن الأضحية لا تستبدل بالصدقات مهما بلغت قيمتها، ولا تحقق نفس المقصد التعبدي".

شروط الأضحية الشرعية.. متى تصح ومتى لا تجزئ؟

في إطار توعية المسلمين بشروط الذبح الصحيح، كشفت دار الإفتاء المصرية عن عدد من الشروط الشرعية للأضحية، خاصة في حال طرأ عليها عيب بعد تحديدها.

وأوضحت أنه إذا وقع بالمُضحِّي عيب في أضحيته بعد اختيارها دون تقصير منه، كأن تتعرض الأضحية لكسر أو مرض أو أي عيب يمنع إجزاءها شرعًا، فإنه في هذه الحالة لا إثم عليه، وإذا كان قادرًا على تبديلها بأضحية سليمة فليفعل، وإن لم يتمكن، فله أن يذبحها ويتصدق بها كصدقة، ولكنها لا تُحتسب أضحية بالمعنى الشرعي الكامل.

وهذا الحكم يشير إلى مرونة الشريعة الإسلامية في تقدير الظروف الخاصة بالمضحين، بشرط ألا يكون هناك تفريط أو إهمال في حفظ الأضحية.

السن القانونية للأضحية.. ماذا يقول الشرع؟

ومن الأسئلة المتكررة التي تتلقاها دار الإفتاء المصرية مع كل موسم للأضاحي، السؤال حول السن المناسبة للأضحية، خاصة مع وجود حيوانات ذات لحوم وفيرة ولكنها لم تبلغ السن الشرعي.

وجاءت الفتوى موضحة السن المطلوب لكل نوع كما يلي:

  • الضأن (الخِراف): يشترط أن يبلغ 6 أشهر كاملة.
  • الماعز: أن يتم سنة هجرية.
  • البقر والجاموس: أن يتم سنتين هجريتين، أو أن يبلغ وزن الذبيحة 350 كجم.
  • الإبل (الجِمال): أن تتم 5 سنوات هجرية، أو تصل إلى وزن 350 كجم على الأقل.

استثناء شرط السن إذا توافرت وفرة اللحم

وفي بيان هام، أشارت دار الإفتاء إلى أنه يجوز شرعًا ذبح البقر أو الجِمال أو الجاموس التي لم تبلغ السن المحددة إذا ثبت أن لحمها وفير، مشيرة إلى أن الهدف من تحديد السن في الأصل هو تحقيق وفرة في كمية اللحم، وبالتالي إذا توفرت هذه الوفرة بطرق أخرى كزيادة الوزن، فيجوز الذبح حتى دون بلوغ السن المشروطة.

وهذا الحكم يُعد تيسيرًا على المضحين، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواشي وصعوبة توافر الشروط كاملة في بعض الأسواق.

الفرق بين الأضحية والعقيقة والصدقة

وفي سياق متصل، يجدر التنويه إلى الفرق بين الأضحية والصدقة والعقيقة:

  • الأضحية: شعيرة واجبة على القادر المستطيع من المسلمين في أيام عيد الأضحى، وتتم بذبح بهيمة الأنعام.
  • الصدقة: عبادة غير محددة بزمن أو نوع، ويجوز إخراجها بأي مبلغ أو طعام.
  • العقيقة: سنة مؤكدة عن المولود، وتُذبح في اليوم السابع من الولادة غالبًا، ولها أحكام خاصة.

وبذلك يتضح أن كل عبادة لها شروطها ومقاصدها، ولا يصح استبدال واحدة بأخرى دون عذر أو حاجة شرعية واضحة.

نصائح دار الإفتاء للمضحين قبل عيد الأضحى

في ضوء كثرة التساؤلات التي ترد إلى دار الإفتاء المصرية سنويًا، وجهت الدار عدة نصائح مهمة للمضحين:

  • التأكد من سلامة الأضحية وخلوها من العيوب التي تمنع الإجزاء.
  • سؤال الأطباء البيطريين المختصين عن حالة الأضحية قبل شرائها.
  • حفظ الأضحية في بيئة مناسبة حتى وقت الذبح.
  • مراعاة الوقت الشرعي للذبح، وهو بعد صلاة العيد وحتى مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق.
  • تقسيم الأضحية حسب السنة: ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للأهل.

الأضحية شعيرة لا تُستبدل

مع حلول عيد الأضحى، تتجدد الفرصة للمسلمين لإحياء سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في ذبح الأضاحي، والتقرب إلى الله بنحرها، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار أو الصعوبات المادية، تظل الأضحية عبادة مستقلة لا تُستبدل بالصدقات، ولها ضوابط واضحة في الشريعة الإسلامية.

وتحث دار الإفتاء المصرية دائمًا على التمسك بسنة الأضحية لمن استطاع إليها سبيلًا، وضرورة الالتزام بالشروط الشرعية للذبح، سواء من حيث الوقت أو السن أو السلامة الجسدية للأضحية.

تم نسخ الرابط