رمالها ارتوت بدماء الصحابة.. حكاية أرض البقيع الثاني في صعيد مصر بالمنيا| صور
عندما تقترب من رمالها تسمع بصوت يهمس بأذنك، دقات طبول الحرب التي شهدتها هذه المنطقة الطاهرة، بعد أن ارتوت بدماء صحابة وتابعي رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، اللذين اشتركوا في غزوة بدر، لتشفي رمالها المريض وتنجب العاقر، في قلب صعيد مصر، وعلى بعد نحو 20 كيلومترًا شمال غرب مدينة بني مزار بمحافظة المنيا، تقع قرية البهنسا، التي تُعرف بـ«البقيع الثاني»، وذلك لما تضمه من قبور لشهداء غزوة بدر الكبري الذين استشهدوا أثناء الفتح الإسلامي بالمنطقة .
تضم 70 من البدريين و5 الآلاف صحابي
قال ثروة الأزهري، مدير إدارة السياحة والأثار بالمنيا، أن أرض البهنسا شهدت مواجهة الجيوش الإسلامية ضد الروم، وسقط فيها عدد كبير من الصحابة والتابعين شهداء، منهم نحو 70 من البدريين الذين حضروا غزوة بدر مع «النبي» صلى الله عليه وسلم، وأكثر من 5000 من التابعين، مشيراً أن بعض المؤرخين ذكروا أن البهنسا كانت مركزاً يتم فيه صناعة كسوة الكعبة في حقبة العصر الفاطمي.
البقيع الثاني في المنيا
وأضاف الأزهري، أن البهنسا اكتسبت مكانة دينية كبيرة نتيجة تاريخها الحافل حتي أطلق عليها بـ«البقيع الثاني»، تشبيهًا لها ببقيع المدينة المنورة، موضحاً أن هذه الأرض تضمن أجساد أشهر صحابة رسول الله وهم:« محمد بن عقبة بن نافع، وعلى بن عقيل بن ابى طالب، وجعفر بن عقيل بن ابى طالب، زياد ابن ابى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، والحسن بن زين العابدين بن الحسن بن على بن ابى طالب، وسليمان ابن خالد ابن الوليد، وعبدالرحمن ابن ابى بكر الصديق، ومحمد بن ابى ذر الغفارى، وخولة بنت الأزور والقعقاع بن عمرو.
تضم العديد من العصور
واستكمل مدير إدارة السياحة والأثار، أن منطقة البهنسا شهدت عصور كثيرة بداية من عصر الفراعنة، والعصر اليوناني، والعصر الروماني، حتي العصر الإسلامي والفتح العظيم، كما عثر على العديد من البرديات والقطع الأثرية التي تعود إلى العصر اليوناني الروماني، لكونها في هذه الحقب مدينة عامرة ومحصنة، حيث تضم إيضاً شجرة مريم، التي يُعتقد أنها الشجرة التي استظلت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر.
البهنسا من أهم الوجهات السياحية والدينية في المنيا
وأختتم الأزهري حديثة، أن البهنسا تُعد من أهم الوجهات السياحية الدينية في مصر، حيث تجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين يأتون لزيارة المقابر والمزارات الدينية، والتعرف على تاريخ المدينة العريق، مؤكداً أن وزارة السياحة والآثار في الآونة الأخيري بذلت جهودًا كبيرة لتطوير المنطقة من خلال ترميم المقابر والمزارات الدينية، وتوفير الخدمات اللازمة للزوار، بهدف جعلها وجهة سياحية جاذبة ومهمة.
