سخرت عمرها لخدمة القرآن.. وزير الأوقاف ينعي أول محفظة كفيفة في المنيا

بقلوب يملؤها الإيمان والتسليم بقضاء الله، نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ببالغ الحزن والأسى، الشيخة الجليلة محاسن عبد الحميد مصطفى منصور، التي رحلت عن عالمنا الفاني أمس الأربعاء عن عمر يناهز 80 عامًا، وقد كانت الفقيدة، رحمها الله، بمثابة أيقونة وقدوة، فهي أقدم محفظة للقرآن الكريم في قرية أبو قرقاص البلد بمحافظة المنيا، وقد قضت عمرًا مديدًا حافلاً بالعطاء والجهد المضني في ميدان تحفيظ كتاب الله وتعليمه لأجيال متعاقبة.

نموذج مضيء للمرأة المصرية سخرت حياتها لخدمة القرآن
وصف وزير الأوقاف الشيخة محاسن بأنها كانت نموذجًا مصريًا فريدًا ومضيئًا للمرأة التي وهبت زهرة شبابها وسنوات عمرها المباركة لخدمة كتاب الله العزيز، فقد أنشأت الفقيدة أجيالًا متعاقبة من حفظة القرآن الكريم، وغرست في نفوسهم حب كلام الله والتمسك بتعاليمه السمحة، كما أثرت بعلمها الغزير وخلقها الرفيع مجتمعها المحلي، حتى أصبحت منارات الخير التي تشع نورًا وهداية من بيتها المتواضع.
وصية نبيلة تجسد الإخلاص وتحويل منزلها إلى مركز لتحفيظ القرآن
في لفتة إيمانية صادقة ووصية نبيلة تجسد إخلاصها الكامل لرسالة القرآن الكريم، أوصت الشيخة محاسن، رحمها الله، بتحويل منزلها الذي شهد سنوات عمرها المباركة في خدمة كتاب الله إلى مركز دائم لتحفيظ القرآن الكريم، وتعتبر هذه الوصية خير دليل على تفانيها وعشقها لكلام الله وحرصها على استمرار هذا العمل الجليل حتى بعد رحيلها، لتظل روحها الطاهرة حاضرة بين طلاب العلم وحفظة القرآن.
وزير الأوقاف يتقدم بالعزاء ودعاء بالرحمة والمغفرة
وتقدم وزير الأوقاف بخالص العزاء والمواساة إلى أهل الفقيدة الكريمة وتلاميذها الأوفياء ومحبيها وجميع أهالي قرية أبو قرقاص البلد، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يسكنها فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجعلها في زمرة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وأن يخلف الأمة في هذا المصاب الجلل خيرًا، وأن يجزيها خير الجزاء على ما قدمت من جهد وعطاء في خدمة كتابه الكريم، وأن يجري أجرها وثوابها فيمن تعلم منها القرآن وسار على نهجها القويم في خدمته ونشره.