عاجل

منتجات تحتوي على مواد كيميائية خطيرة

«الشامبو والكريمات» جمعية سرطان الثدي تكشف قائمة بمستحضرات تجميل تسبب الأورام

المواد الكيميائية
المواد الكيميائية وسرطان الثدي

كشفت جمعية خيرية بارزة معنية بسرطان الثدي عن قائمة شاملة بالمواد الكيميائية السامة الموجودة في الشامبو وكريمات الوجه، والتي قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بالأورام السرطانية.

وحذرت الجمعية من أن استخدام مئات النساء يوميًا لمستحضرات تجميل تحتوي على مواد ضارة قد يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.

 

جمعية سرطان الثدي في بريطانيا

أفادت جمعية سرطان الثدي في المملكة المتحدة ، بأن العديد من النساء يجهلن أن منتجات مثل الشامبو وكريمات الوجه قد تحتوي على مركّبات، قد تبدو آمنة عند استخدامها بشكل منفصل، لكنها قد تتفاعل على الجلد لتُنتج مواد كيميائية تؤدي إلى اضطرابات في عمل الغدد الصماء، تُعرف باسم المواد المسببة لخلل الغدد الصماء (EDCs).

تُؤثر هذه المواد الكيميائية على التوازن الهرموني في جسم الإنسان، وقد رُبطت بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ، ولفتت الجمعية إلى أن استخدام المرأة لعدة منتجات تجميل أو نظافة شخصية في اليوم الواحد يؤدي، من دون أن تدري، إلى تكوّن "مزيج كيميائي" قوي قد تكون له آثار صحية ضارة.

وقدرت الجمعية أن المرأة البريطانية المتوسطة تتعرض يوميًا لأكثر من 150 مادة كيميائية يحتمل أن تكون ضارة كجزء من روتينها التجميلي المعتاد. 

ومع التوقعات التي تشير إلى أن وفيات سرطان الثدي في المملكة المتحدة قد ترتفع بنسبة تفوق 40% بحلول عام 2050، دعت الجمعية النساء إلى إعادة النظر في المنتجات التي يستخدمنها يوميًا والتخلص من المواد الكيميائية الضارة ضمن حملتها التوعوية تحت عنوان "التخلص من المواد الكيميائية غير المرغوب فيها".

وجاء في بيان الجمعية: “في سعينا المتواصل وراء الجمال، رُبطت مجموعة متزايدة من المواد الكيميائية الصناعية بآثار سلبية على الصحة، بما في ذلك سرطان الثدي”، وصرحت الدكتورة هانا مودي، مديرة الأبحاث في الجمعية، بأن "الأدلة العلمية حول هذا الموضوع تتزايد، إلا أن التأثير الكامل للخلطات الكيميائية المختلفة لا يزال قيد الدراسة والاكتشاف".

ومن جهته، أكد رئيس الجمعية غاريث لويد جونسون ، على ضرورة إعادة النظر في القوانين الناظمة لاستخدام المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل، بحيث تعكس واقع استخدامها في الحياة اليومية. وقال: "لا يمكن تقييم سلامة أي منتج في فراغ، بل يجب النظر إلى كيفية استخدامه فعليًا من قِبل المستهلكين".

 

المواد الكيميائية وسرطان الثدي

وضمن الحملة نفسها، نشرت الجمعية قائمة بأكثر المواد الكيميائية خطورة، بالإضافة إلى المنتجات التي غالبًا ما تحتوي عليها، في محاولة لحماية النساء وتوعيتهن.

وأشارت الجمعية إلى أن مستحضرات التجميل وطلاء الأظافر تُعد من بين أكثر المنتجات التي تحتوي على مواد تُحدث اضطرابًا في الغدد الصماء، حيث تُحاكي هذه المواد هرمون الإستروجين وتُحدث خللًا في التوازن الهرموني الطبيعي.

وأكدت الجمعية أن هذه المنتجات غالبًا ما تحتوي على اثنتين على الأقل من المواد الثلاث التي يجب الحذر منها، وهي: البارابين، الفثالات، والعطور الصناعية.

وتُستخدم الفثالات – وهي مواد كيميائية تُضاف عادةً لتقوية البلاستيك – في منتجات مثل طلاء الأظافر، الشامبو، ومثبتات الشعر، وعند دخولها عبر الجلد، فإنها تُعطل إنتاج الهرمونات الطبيعية مثل الإستروجين والتستوستيرون، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ، وغالبًا ما تُدرج هذه المواد ضمن قائمة المكونات تحت مسمى "العطور"، إذ تُستخدم لتثبيت الروائح.

<span style=
المواد الكيميائية وسرطان الثدي

كما نبهت الجمعية إلى كريمات الوجه ومرطبات البشرة التي غالبًا ما تحتوي على نسب عالية من البارابين، وهو مادة حافظة تُضاف لمنع تلف المنتج، وتدخل تحت أسماء مثل ميثيل بارابين، بروبيل بارابين، وإيثيل بارابين، وأوضحت أن هذه المواد يمكن أن تُمتص عبر الجلد وتُحفّز إنتاج الإستروجين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

ورغم أن بعض الدراسات السريرية أثبتت أن العديد من أنواع البارابين تؤثر في النظام الهرموني، وتم حظر بعضها، إلا أن العديد من المنتجات اليومية لا تزال تحتوي على مواد تُسبب اضطراب الغدد الصماء.

وفي ختام تحذيراتها، نصحت الجمعية الخيرية النساء بتجنّب العطور الاصطناعية، مشيرة إلى أنها قد تحتوي على مركبات ضارة مثل كيتون المسك، وساليسيلات البنزيل، وفثالات ثنائي الإيثيل، والتي تم ربطها بتأثيرات سلبية على الجهاز التناسلي الأنثوي وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وللحد من هذه المخاطر، أوصت الجمعية النساء بتبسيط روتينهن التجميلي واستخدام عدد أقل من المنتجات، ويفضل أن تكون غير معطرة وخالية من المواد الكيميائية المثيرة للقلق.

 

168 مادة كيميائية مختلفة في اليوم 

ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة YouGov بتكليف من جمعية سرطان الثدي في المملكة المتحدة، تبين أن أكثر من ربع النساء البريطانيات يستخدمن ستة منتجات تجميل أو أكثر يوميًا، ما يعادل تعرضًا لحوالي 168 مادة كيميائية مختلفة في اليوم الواحد.

ويُعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة، حيث يُمثل نحو سدس إجمالي الحالات، ويسبب 11500 حالة وفاة سنويًا، وعلى الرغم من أن معدلات النجاة تختلف بحسب مرحلة الاكتشاف، إلا أن ثلاثاً من كل أربع نساء يظللن على قيد الحياة لعشر سنوات بعد التشخيص.

<span style=
المواد الكيميائية وسرطان الثدي

وقد تضاعفت معدلات النجاة من سرطان الثدي خلال الخمسين عامًا الماضية، ويُعزى ذلك إلى عوامل عدة من بينها الفحوصات الدورية وزيادة الوعي بالأعراض. وتشجع الجمعية النساء على فحص أنفسهن بانتظام لرصد أي تغيرات محتملة، مثل وجود كتل أو تورم في الثدي أو الإبط، أو تغيّر في شكل الثدي أو جلده، أو خروج إفرازات غير معتادة من الحلمة، أو ألم مستمر في الثدي.

ورغم أن هذه العلامات لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، إلا أن الجمعية تؤكد على أهمية مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي منها، لضمان التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

تم نسخ الرابط